كيف تخيف نفسك بنفسك؟

فكرّت اليوم في الإخافة أو تخويف الذات كحالة طبيعية يحتاجها الواحد منا أحياناً! كان عيد الحب قد مضى واحتفل الناس بالأزهار والدببة وتعدّى الأمر إلى خراف حمر وفئران وردية. لجأ البعض منّا إلى تحضير روح رجل الدين الغاضب الرافض للاحتفال بعيد الحب، إن لم يكن في مدينته رجل دين غاضب ورافض للاحتفال بعيد الحب، خلقوا صورة الرجل المضاد للحب وحولوا المناسبة إلى مواجهة مفتعلة مع خطر مفتعل ومقولات مضخمة.<br
2016-02-18

شارك

فكرّت اليوم في الإخافة أو تخويف الذات كحالة طبيعية يحتاجها الواحد منا أحياناً! كان عيد الحب قد مضى واحتفل الناس بالأزهار والدببة وتعدّى الأمر إلى خراف حمر وفئران وردية. لجأ البعض منّا إلى تحضير روح رجل الدين الغاضب الرافض للاحتفال بعيد الحب، إن لم يكن في مدينته رجل دين غاضب ورافض للاحتفال بعيد الحب، خلقوا صورة الرجل المضاد للحب وحولوا المناسبة إلى مواجهة مفتعلة مع خطر مفتعل ومقولات مضخمة.
ولعمري إنّ الأمر يلخص سلوكاً اعتدنا عليه وانجذبنا له، وهو تمثيل صورة المتطرف المعادي للحب والحياة بطريقة بسيطة وسطحية.
فالمتطرف في أنظارنا هو المعادي للحب والسلام وألوان السعادة، هو السادر في الظلمة والذي يعشعش في لحيته ألف عنكبوت ميت وألف غراب يحتضر! أسوأ طريقة لفهم متطرف ما هو أن نسخّف عقله ونتصوره قد خرج تواً من آلة الزمن. الموضوع أعقد من ذلك ومن يدعي التمدن والانفتاح عليه أن يخيف نفسه بالمخيف فعلاً، بما يصدر من المتطرف حقاً لا بما نلفقه له.
لا ننكر طبعاً أن بعض هؤلاء واضح في كراهيته للحب كما ندعي، ويعمل ليل نهار على قفل حياتنا بالأسود والأحمر وسعى في الواقع لتحريم الاحتفال بعيد الحب، لكن التطرف بمظلته الواسعة فوقنا أكثر دهاء مما نتصور.

نصّ ورسم مرتضى كزار


وسوم: العدد 180