أبطرت أموال النفط والغاز شيوخ دول مدن الملح، فأعلنوا نيتهم التوجه إلى الحج في"أجمل" بلد في العالم لموسم الصيف والخريف.. كما في كل عام منذ سنوات.
شركة التواصل
تُجري "قَوَّادة" التواصل "كاستينغ" للمليحات من بنات البلد، تُقدِّم لهن دروسا في أساليب إسعاد الشيوخ الوافدين، وتمتحنهن قبل الاجازة. يَشترط المكلف بتنظيم السهرة على "القوادة" ألاّ تطأ مرة ثانية أقدام أي فتاة سبق لها أن ولجت القصر، ويهددها بوقف تعامل بلاط الشيخ مع الشركة إن لم تمتثل لأمره. تعمد "القوَّادة" إلى الاحتيال، وتجري تجميلاً لتغيير "لوك" الفتيات، الأمر الذي غالباً ما ينطلي على الشيخ. كما تقدِّم الفتيات رشوة لمديرة شركة التواصل مقابل السماح لهن بالمشاركة في سهرة الشيخ. في المغرب الأقصى، يوسم السياح القادمون من مدن دول الملح ب"السذاجة"، ويتعرضون يومياً للحيل والمقالب.
من دفاتر السفير العربي
تجتمع الفتيات في صالة الحفل بقصر الشيخ، مترقبات قدومه مرفوقاً بخادمه المختص بحمل حقيبة ضخمة مليئة بألوف الدولارات، وبصحبته شيوخ آخرون عاشقون للنساء. درج المغاربة على الاستدلال على أهمية دور الفرج في الحياة بالنسبة للرجل بالمثل الشهير "ما شُقّ إلا للدَّق". ويجسد المثل المغربي الشهير ضعف الرجل أمام الشهوة بالقول "إذا قام الذكر، عمي البصر". يصل الشيخ وعن يمينه " قوادة" التواصل التي تمشي بخيلاء وهي تتأبط ملفاً ضخماً لبرنامج "السهرة". تعرض صوراً لجواري القرن الحادي والعشرين على الشيخ، وتسأله عن رأيه، يبدي إعجابه ويرد : زين زين، الله يعطيك العافية يا أحلى حبوبة. يبدأ الحفل بالرقص. تجلب "قوادة" التواصل أمهر العازفين وأبرع الراقصين وأحلى المغنين والمطربين. يرفع الشيخ يده المحاطة بسبحة، معلناً عن بدء السهرة. يبدو أن هؤلاء الشيوخ متدينون جداً وفاسدون جداً. يعشقون المتعة ويرغبون في عيش اللحظة، بينما التراث الذي يحكم أحياء دول النفط والغاز ينبذ الفن والموسيقى والجمال، ويكره المرأة. لذا يفضل الشيخ اللجوء العاطفي إلى بلد "الحريات". تتسابق الحسنوات على اضفاء جو من المرح والمتعة على السهرة. يرقص الرجال بصحبتهن إلى أن ينال منهم التعب. يأمر واحدة منهن بتقديم عرض في التعري وبتقديم عروض ساخرة ذات إيحاءات جنسية. يطلب من الخادم الأمين أن يمده بحقيبة المال بعد فتحها، وينثر ألوف الأوراق المالية على الغواني اللواتي يرقصن ويعربن عن فرحهن الشديد بالشيوخ الكرام.
يبدد الشيخ أموالاً طائلة كل ليلة، وتربح جواري القرن الحادي والعشرين مالاً لبداً، ويصرن فاعلات في المجتمع، يملكن أرصدة بنكية معتبرة، ويُعِلْن أسرهن، ويحظين باحترام المجتمع، الموصوف ب"المنافق" لاعتباره أموال الدعارة حراماً لكن أكلها حلالاً، ويلعبن أدواراً سياسية وجمعوية، ويبعثن أصولهن وفروعهن إلى زيارة المقامات الدينية، وينجزن مشاريع لإخوانهن تساهم في الاقتصاد الوطني.
حكايات..
يحكى أن إحداهن كانت تُقفل عائدة إلى منزل والديها فجر كل يوم سالمة، تطرق الباب، يفتح لها أخوها العاطل المتسكع الباب، تمنحه ورقة من فئة مئة درهم يومياً. فيدعو لها بأحسن ما يمكنه. ويروى أن أحد القادمين من دول الملح أعلن أنه يريد أن يزور المدن المغربية المشهورة بتوفرها على أحياء تباع فيها المتعة، ولا تهمه المزرات الدينية في المغرب، ونصح المغاربة بالذهاب إلى بلده لممارسة الطقوس الدينية وتركه ينعم ب"أحلى" بلد في العالم.. بقوله "إذهبوا لتحجوا في بلدي وأتركوني أحج الى بلدكم".