أقدم لكم نفسي..

 أقدم لكم نفسي. في الحقيقة نفسي ليست متأخرة حتى أقدمها، لكن العيش في الأعالي يجعلني غريباً عنكم، أنا لم أقدم نفسي يوما على أحد.. أنتم من يقف خلفي وتحتي دائما. أعيش هنا. ما معنى هنا، أي مكان يجعل بذاءتي مسموعة وتندلق عليكم من الأعلى. لم أفعل شيئاً يستحق الذكر. لا أفكر بإنتاج شيء يبرر غروري وتكبري وعنجهيتي وازدرائي للآخرين. هذه الأشياء لا تتطلب سبباً. أنتم أصلاً تحبون
2016-02-11

شارك

 أقدم لكم نفسي. في الحقيقة نفسي ليست متأخرة حتى أقدمها، لكن العيش في الأعالي يجعلني غريباً عنكم، أنا لم أقدم نفسي يوما على أحد.. أنتم من يقف خلفي وتحتي دائما.
أعيش هنا. ما معنى هنا، أي مكان يجعل بذاءتي مسموعة وتندلق عليكم من الأعلى.
لم أفعل شيئاً يستحق الذكر. لا أفكر بإنتاج شيء يبرر غروري وتكبري وعنجهيتي وازدرائي للآخرين. هذه الأشياء لا تتطلب سبباً. أنتم أصلاً تحبون المغرورين المجوّفين من الداخل والمنفوخين من الخارج!
هل أعجبكم الوصف الأخير؟ أنا ماهر في صف الكلام. أنادي على الكلمات وأصفّر لها فتصطف مثل التلاميذ في رفعة العلم. أشتمكم وأخيفكم باللغة. اللغة بساطي السحري وفانوسي العجيب وخاتم الأمنيات.
يقول علماء النفس إنَّ الغرور حالة طبيعية وجميعنا نمتلك قسطًا منه. الأنا موجودة عند الكل ولا داعي للتبرؤ منها. الذين يقولون «أعوذ بالله من كلمة أنا» إنما ينافقون أو يجاملون. المهم هو أن لا تضرّ هذه الأنا تلك الأنا، وأن لا تدّعي الأنا نكران نفسها كلياً بحجة التواضع والكمال، لأن نكرانها في موضع ما يعني تورمها في موضع آخر. إنها غازات!
لكني بائس ومسكين. لست بذلك الشديد الذي ترون، لو خلعتُ نظارة الغرور ستنكشف حقيقتي. تعالوا في يوم تحسّن مزاجي وأخلع لكم النظّارة لترون العجب.
هل عرفتموني؟
أنا لست رجلاً. أنا الفرقة الناجية!

نصّ ورسم: مرتضى كزار