على السياسيين الذين سُلّطوا علينا لنشر الفساد بيننا، فوق ما هو موجود، أن يفهموا أن من تربّى على هدر الكرامة ﻻ يعرف قيمتها، بل إنه يفتقد ركناً مهماً من اﻷركان التي تجعله يحصل على صفة "إنسان".. الكرامة ﻻ يحلّ محلّها ما يعوّضها، ﻻ جاه وﻻ مال وﻻ قوة وﻻ سلطان.. وإذا كان أحد منا شعر بكرامته بمعزل عن اﻵخرين، فإن شعوره هذا مزيف تماماً، يكتنفه الوهم في تفاصيله كافة. فالكرامة قدر مشترك لرفع قيمة البشر من أجل حيازة الإنسانية المطلوبة بوصفها قيمة مطلقة مرغوب الوصول إليها من قبل الجميع.
وفي العراق لا كرامة للرجل إذا هُدرت كرامة المرأة، وﻻ كرامة للمسلم إذا هُدرت كرامة المسيحي، وﻻ كرامة للكردي اذا هُدرت كرامة العربي ، وﻻ كرامة للشيعي إذا هًدرت كرامة السني، وﻻ كرامة لعشيرة تميم إذا هُدرت كرامة الجبور، وﻻ كرامة لابن بغداد إذا هُدرت كرامة ابن الموصل، وﻻ كرامة ﻷي سياسي مهما كان منصبه إذا هُدرت كرامة أي مواطن، أو إذا هُدرت كرامة ذرة من تراب العراق أينما كان محلها وجهتها والقائم بفعل الهدر هذا.
أيها السياسيون هل علّمكم أحد ذلك قبل أن تولوا علينا اغتصاباً؟؟ إنه سؤال مهم تتعلق إجابته بشرعية وجودكم من عدمها.
من صفحة أ.د.حسن الخزرجي (عن فايسبوك)