هذا مجتمع رجولي يا خالة. في أرضه عاشت إنانا وننخرساك وعشتار وحكمته شبعاد وانخدوانا وسميرامس والكثير الكثير من الأميرات الإناث... ولكنه مجتمع رجولي يا بعد خالتك وطوايفها. أكثر شيء يفتك بعقول بني قومه هو سحر النساء، لكنه مجتمع ذكوري يا خالة.
تستعمل العشائر نخوات بأسماء نساء وهي تفاخر وتهاجم وتحتفل فتسمّي نفسها: إخوة كوشة، إخوة هكشة، إخوة باشة، إخوة زغبة.. مع ذلك فهذه مجتمعات ذكورية، يا روح خالتها وخلخالها!.
كل الدنيا تنقلب وتقعد وتشتعل لو صرخت امرأة مستغيثة حتى لو شاهدت فأراً.. لكنه مجتمع ذكوري يا ابن أختي.
على طول الخارطة تنتشر مئات المزارات لعلويات وقديسات ومبروكات.. يقصدهن المريض والقانع والمغتر ويلهج باسمهن ويطلب بوسيلتهن قضاء حوائجه؛ لكنه مجتمع ذكوري يا محروس الذكورة والذِكر.
أصبلّك شاي وماعون قيمر؟ عندنا سيّاح حار يعجبك!
وصل الباص الذي كنت أنتظره أمام باعة القيمر العجوز، وضعت رجلي داخله وأنا اسمعها تقول:
الله وياك.. ليست هناك مشكلة طغيان للذكورة في مجالنا العام، هي بالأحرى طغيان الأمومة. نحن في مجتمع أمومي يا بعد أمك. أمومة تعنّف بناتها وتبالغ في سترهن ثم تضع ذكورها على الباب كيافطة للتمويه والحماية!
(نصّ ورسم مرتضى كزار)