رسالة ماهينور المصري من داخل سجنها بمناسبة العام الخامس على الثورة

ها هو العام الخامس للثورة يأتي. أكاد لا أصدق أنه مرت 5 أعوام على هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية".. ربما لأني حتى وأنا في زنزانتي ممتلئة بالحلم، بالحرية وبالأمل..  البعض يرى بعد انقضاء تلك السنوات أن الثورة هزمت، آخرون يرون أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، أما النظام فيرى أنه انتصر. ولكن هل تلك الإجابات صحيحة وحاسمة؟
2016-02-03

شارك
| en
ماهينور المصري (اللوحة للتشكيلية المصرية رنوة يوسف)

ها هو العام الخامس للثورة يأتي. أكاد لا أصدق أنه مرت 5 أعوام على هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية".. ربما لأني حتى وأنا في زنزانتي ممتلئة بالحلم، بالحرية وبالأمل..

البعض يرى بعد انقضاء تلك السنوات أن الثورة هزمت، آخرون يرون أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، أما النظام فيرى أنه انتصر. ولكن هل تلك الإجابات صحيحة وحاسمة؟ هل انهزمنا وهل انتهت الثورة؟ وهل أننا طوال الوقت كنا ضحايا فقط؟ وهل ثبتت السلطوية أقدامها بالقوة والاستبداد أغلب الوقت، ومعسول الكلام في وقت آخر؟

ربما لأنني من المؤمنين بالحلم ومن المقتنعين أننا لسنا فقط نواجه السلطوية والاستبداد داخليا، ولكننا نواجه نظاماً عالميّاً لا إنسانيّاً، لا يساوي عنده البشر شيء، بقدر ما تساوي الأرباح والنفط. لذا، فأرى أننا لازلنا في الرحلة لبناء مجتمع إنساني عادل. أخطأنا أحيانا، وانهزمنا أحيانا.. تكبرنا أحيانا، ويأسنا أحيانا، ولكننا لا زلنا في حلبة الصراع.. ولكن التمجيد هو آفة الأغبياء، والبكاء على الأطلال آفة الجبناء واليائسين.

هناك دروس للجميع.. دروس لنا تعلمناها بدماء طاهرة سالت من أجلنا.

أول تلك الدروس: هو أنه لا خلاص فردي، أن اليأس ومحاولة الهروب للخارج أو الداخل لن تساعدنا على جعل يومنا أفضل، وأننا عندما نظرنا فقط لأنفسنا وأصبحنا نطالب بالحرية لمن نعرفهم فقط، ولم نتحرك من أجل حرية الشعب ككل (مثلا في السجون هناك ليس فقط آلاف السياسيين المظلومين، ولكن آلاف المواطنين تم تلفيق قضايا لهم أو أصبحوا غارمين أو كواحيل بسبب النظام الاقتصادي للدولة، وقضايا أخرى كثيرة)، وأنه هكذا أعطينا فرصة للنظام لفصلنا عن الشارع وعن أهدافنا، فحقق في آخر جولات انتصارا.

ثانيها: أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، أن الثورة إنسانية في طبيعتها، فلا تجعلنا نقبل أي ظلم يقع حتى على من يخالفوننا بالرأي، وحتى على من أرادوا أن يمحونا، وأن قبول الظلم لشخص سيجعل الظلم يطولنا جميعاَ.
ثالثها: أنه لا يكفينا شرف المحاولة، فيجب ألا نظل ندور في نفس الدائرة. يجب أن نبلور أهداف الثورة في تحركات ومبادرات ونبدأ في تنظيم أنفسنا، فإذا كانت مصالح الثورة المضادة توحدهم، فيجب أن توحدنا (نحن المؤمنين بالحرية والذين نقف ضد كل أشكال السلطوية والرجعية) غريزة البقاء.

رابعا: أن النظام الخائف هو من يعتقل الآلاف وهو من يلغي الانتخابات (انتخابات اتحاد الطلبة كمثال ) وهو من يرتعد من ذكرى يوم، على الرغم من أن للظلم عام بطوله، وهو الذي يساوي بين من يطالب بالحياة ومن يطالب بالموت، وأن البطش لم يهم يوما، وإنما عمّق الإحساس بالظلم فقوى المقاومة... فالشعب الذي تحرك لمدة يومان في 18 و 19 يناير 1977 ولم يمس رأس النظام استوعب الدرس وحاول محاولة أطاحت برأس النظام في 2011 ولكنها لم تكتمل بعد...

خامسا: أن الثورة دائمة دوام الحياة و الحلم، وأن الثورة لا تقف على أشخاص، وأن آجلا أم عاجلا في حياتنا أو في حياة من بعدنا ستكتمل الثورة لأن البشر يستحقون الأفضل، وأن القبح مهما حاول أن يجمل نفسه سيكشف وجهه.

يا شيماء .. في ذكراكِ الأولى بلغي سلامنا لملائكتنا الشهداء .. وقولي لهم أننا لازلنا مملوئين بالأمل ولم يزدنا سجنهم وظلمهم إلا تمسكا بحلمنا وثورتنا...

من صفحة الحرية لماهينور على فايسبوك

 

مقالات من مصر

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

في مصر يمكنك فقط الاختيار بين سجن صغير وآخر أكبر

إيمان عوف 2024-12-09

تحوّل القانون رقم (73) لسنة 2021، الذي يتيح فصل الموظفين المتعاطين للمخدرات، إلى أداة لملاحقة العمال والنشطاء النقابيين العماليين، والنشطاء السياسيين والصحافيين. وعلى الرغم من اعتراض النقابات والجهات الحقوقية على...