قبل فترة، زميلتي اليمنية في الجامعة كانت بتقلي أنه مرة حضرت فيديو لستّ عربية (مش متذكرة وين) كان بيتها مقصوف وهي تحت الردم، ولما إجا الإسعاف يطلّعها من تحت الردم مكنتش بتفكر بوجعها ولا حتى إذا فقدت جزء من جسمها. كانت بتقول لرجل الإسعاف: أرجوك استرني وغطيلي شعري.. حكتلي إنها صارت تعيّط عشان اتذكرت بنات جامعتها في اليمن لما واحدة فيهم تموت مدهوسة ع الخط السريع صحباتها بيقولو المهم كانت مستورة ومبينش إشي منها. في لاجئة سورية قبل سنتين كانت مهاجرة عن طريق البحر وغرق القارب، كانت حاضنة ابنها الزغير ورافعة وجهو خايفة يغرق، راحوا نشطاء الفيسبوك يخلف عليهم حطولها حجاب بالفوتوشوب عشان شايفين أن هذا هو الجزء الوحيد المؤلم في الصورة. قبل خمس شهور لما انقتلت مراهقة فلسطينية في تفجير اسطنبول الإرهابي راس السنة، مفرقش معنا ولا اشي غير أنه "ايش كان موديها تحتفل في راس السنة" واذا كانت ترقص ولا لأ. في حروب غزة الأخيرة مكناش نسمع غير "من كتر القصف البنات طلعوا بشعرهم"، و"ناموا لابسين منيح، بلاش تنقتلوا وتطلع صوركم ع التلفزيون مشلحات".. لحد ما البنات صاروا يناموا بلبس الصلاة ودرجة الحرارة ٤٠. مبارح كان في خبر عن دهس بنت فلسطينية عمرها 15 سنة و الخبر نزل مع صورتها.. مزعجش المعلقين أنها اندهست وهي لسه بأول عمرها، زعجهم ليش منزلين صورها بشعرها. هلقد احنا البنات العربيات أرواحنا تافهة حتى واحنا بننقتل بقصف جوي وإلا دهس وإلا تفجير إرهابي، المهم ميبينيش اشي منّا، مش مهم تنقطع رجلكِ ولا تنشلي، المهم أول ما تكتشفي أنه فيكي روح فقّدي جسمك إذا مبين منو اشي، عشان حتى وانتي كلك تراب وعليكي ردم ودم سايل ع وجهك أو بتموتي غرق، لازم تتغطي بلاش تثيري فتنة حد وانتي بتموتي ودمك سايل. روحِك ملهاش أي معنى ولا قيمة.. بس جسمك هو الأساس، واللي شاغل بالهم حتى وروحك بتطلع عند خالقها. مش قادرين يغضوا بصرهم حتى عن واحدة كلها دم وشعرها كله غبرة.. موتي، بس المهم موتي مستورة.
من صفحة Abeer Ayyoub عن الفيسبوك