سهم أحمر

ورد في أخبار آخر الزمان، أن سهماً أحمر ينزل رويداً رويداً حتى يصل الأرض، يمر على البيوت والمدارس والمصانع ومساطر العمال والبنائين والمقاهي. يتعرَّج ويتمايل في الأزقة والسكك والدرابين. يخرج الناس بفوانيسهم ونواظيرهم وعصْيهم للفرجة عليه، يحاولون اصطياده بشباكهم ويفشلون في إصابته بأسلحتهم النارية. يغيب لأسبوع ثم يظهر، يغيب ويظهر ويغيب. تُحكى عنه الحكايا ويَرِدْ في كل سوالف العجائز
2016-01-21

شارك

ورد في أخبار آخر الزمان، أن سهماً أحمر ينزل رويداً رويداً حتى يصل الأرض، يمر على البيوت والمدارس والمصانع ومساطر العمال والبنائين والمقاهي.
يتعرَّج ويتمايل في الأزقة والسكك والدرابين. يخرج الناس بفوانيسهم ونواظيرهم وعصْيهم للفرجة عليه، يحاولون اصطياده بشباكهم ويفشلون في إصابته بأسلحتهم النارية. يغيب لأسبوع ثم يظهر، يغيب ويظهر ويغيب. تُحكى عنه الحكايا ويَرِدْ في كل سوالف العجائز والمتقاعدين. ينمو بينهم ويكبر ويعمّر. يظهر في أحلام المراهقات على ظهر جواده الأبيض المطهم. يحلف به بعضهم، ويُقسم فيقول: أنا مفلس بحق السهم الأحمر.
قال مولانا ذلك ونزل من منبره. ثم تذكر شيئاً وارتقى المنبر مرة أخرى: نسيتُ أن أقول بأن اسمه سهم نزول النفط الأحمر. ثم شكر الله وأثنى بحمده ووقع مغشياً عليه. هرعنا نحوه وقلبناه فكان السهم الأحمر قد لطمه على جبته. أخرجنا السهم وداوينا مولانا فعاش لكنه فقَد النطق.
حدث ذلك في الأسبوع الفائت. السهم الأحمر كان أليفاً خلافاً لأخبار مولانا. سامَحَنا ولم ينتقم منا، تزوج بيننا وخلّف أسهماً حمراً صغيرة تؤشر علينا جميعاً. تفرّخ بيننا وتتناسل وتتعرّج، تدخل في أنوفنا وأفواهنا وآذاننا وتمور في أحشائنا. ترافقنا مثل كلاب مطيعة ووفيّة. تحرس بيوتنا وتجلب لنا الحاجيات الضائعة وتحزن لحزننا وتفرح لفرحنا. بعض رجالنا تزوّج منهم فأنجب ذرية من البشر المسهومين، أما بناتنا فما زالت التشريعات تمنع زواجهن من سهم أحمر، لكنهن تناضلن وتتظاهرن لتحصيل ذلك الحق.
أكتب لكم والسهم الأحمر يندلع من جيبي.

(نص ورسم مرتضى كزار)