سيجني العرب، بعنوان قضيتهم المقدسة فلسطين، "ثماراً شهية" من الزيارة التاريخية التي خصهم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من دون سائر الخلق في دولهم الحليفة أو الصديقة أو المتطلعة إلى التحالف (ولو من موقع التابع) مع امبراطور الكون..
بين أول ما جنوه تفرد الرئيس الأميركي بأن يطير مباشرة، وفي حالة غير مسبوقة من الرياض إلى الأرض المقدسة فلسطين، ثم أن يقوم بزيارة حائط المبكى (او البُراق)، وهي سابقة لم يرتكبها سابقوه من الرؤساء الأميركيين الذين سبق أن زاروا الكيان الصهيوني ولا من الرؤساء الأجانب...ربما لأن هذه الزيارة تزامنت مع الذكرى السبعين لقيام هذه الدولة العنصرية بالقوة الوافدة والخيانة المقيمة.
أما الثمرة المسمومة الثانية لهذه الزيارة فهي إقدام رئيس الحكومة الإسرائيلية على عقد جلسة لمجلس وزرائه في القبو الواقع تحت حائط المبكى.. وهذه أيضا سابقة تاريخية لم يجرؤ على ارتكابها أي رئيس لحكومة إسرائيل منذ إقامة هذه الدولة بقوة التواطؤ الدولي والتخاذل العربي وافتقاد الشعب الفلسطيني وحدة القيادة ومصادر الدعم الفعلي، بعيداً عن أناشيد الحماسة بعنوان "يا فلسطين جينالك"..
وأما الثمرة المسمومة الثالثة فهي غياب فلسطين، كقضية مقدسة، عن جدول أعمال القمم الثلاث التي انعقدت على مدار الساعة في الرياض احتفاء بالرئيس الأميركي، وهي سعودية – أميركية، وخليجية – أميركية، وعربية – إسلامية- أميركية، تخللتها فواصل من "العرْضة" التي اجتهد دونالد ترامب في تعلم ايقاعاتها المتتالية بينما السيوف المذهبة ترتفع وتنخفض لطرد النعاس..
مع ذلك فقد جنى ترامب من زيارته التاريخية أكثر من ثلاثة مئة مليار دولار، دعماً لميزانية إمبراطوريته المتعثرة في عجزها، عدا عن مبالغ هائلة تدفع في المستقبل لحماية وتيرة التقدم في الولايات الأميركية المتحدة والقضاء على البطالة.. بينما البلد المضيف يعاني من أزمات اجتماعية قاسية ويعيش الملايين من أهله ضائقة اقتصادية حادة، في ظل الإهمال المتعمد لأوضاعهم البائسة..
أما خلال الساعتين اللتين أمضاهما ترامب في ضيافة رئيس السلطة التي لا سلطة لها في بيت لحم، فقد كان الوقت أضيق من ان يتسع للبحث في هذه القضية الفلسطينية المعقدة والتي تستعصي على النسيان.
وبطبيعة الحال، فإن وقت هذه الزيارات المتسارعة للأماكن المقدسة في المشرق العربي ضاق عن استذكار المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال الاسرائيلي تحت عنوان "الامعاء الخاوية"..
ومن الظلم أن يطالب الممتلئة كروشهم حتى التخمة بما لذ وطاب من أصناف الأكل والشراب بأن يستذكروا المضربين عن الطعام والشراب في سجون الاحتلال.
أما أن يطالب هؤلاء بثلاثين من الفضة لأطفال فلسطين المحتلة في مدارسهم الفقيرة، أو لمرضاهم في المستشفيات القليلة ناقصة التجهيز، فأمر يتجاوز المعقول..
بينما الإنفاق على غارات قتل اليمنيين في بلادهم ذات التاريخ، والتسبب في نشر مرض الكوليرا الذي يتهدد حياة الملايين، نساءً ورجالاً وأطفالاً على وجه الخصوص، فأمر شرعي ومشروع في "الوهابية" والتي يدعي أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة – كذباً وبهتاناً- أنه يرجع بنسبه إلى الداعية محمد عبد الوهاب، مؤسس الوهابية العظيم..
وأما المشاركة في تدمير العراق وسوريا، إضافة إلى اليمن، فذلك في جوهر تلك الدعوة التي اصطنعت ملكاً مذهباً.. في خدمة المؤمنين في العالم حيثما وجدوا، في الولايات المتحدة أو في بريطانيا أو في سائر رياح الارض.
على الطريق
ترامب.. والمليارات المقدسة!
مقالات من فلسطين
خالدة جرار مسجونة في قبر!
"أنا أموت كل يوم، الزنزانة أشبه بصندوق صغير محكم الإغلاق، لا يدخله الهواء. لا يوجد في الزنزانة إلا دورة مياه ونافذة صغيرة فوقه أغلقوها بعد يوم من نقلي إلى هنا...
اقتصاد البَقاء: الدّلالةُ والمفهوم في ظلّ حرب الإبادة
لا توجد جدوى للصمود، ما لم يرتبط بالتصدي للاحتلال. استخدم المانحون "الصمود" كإطار جديد، يتماشى مع المرحلة الفلسطينية، ويراعي المشاعر الفلسطينية والحس الوطني السياسي، وكأن التنمية تحدث بتسمية وتبنِّي مصطلحات...
كلّ ما يتحدّى اكتمال الإبادة..
شبعت أعين العالم أكلاً في مأساة غزّة. لن تغيِّر صور الموت ما لم يغيّره الموت نفسه. لذلك، فهذه هنا صور لقلبٍ ما زال ينبض، لملمناها من صور شاركها الصحافي يوسف...
للكاتب نفسه
بين رام الله ومريد البرغوثي، تَعْبر كل العواصم والمدن ولا تصل!
المسافة من القاهرة إلى رام الله قصيرة، أو أنها كانت، ومن رام الله إلى بيروت أقصر.. لكن الاحتلال الاسرائيلي يمكنه أن يوسّع المسافة بين المسجد الاقصى وكنيسة القيامة في قلب...
أهل السياسة الذين يحرقون طرابلس لإشعال سيجارهم!
طرابلس اليوم مدينة أخرى، بل انها تكاد تكون نتفاً من مدن كثيرة، فيها القومية العربية، وفيها الاخوانية، فيها الماركسية واشلاء اليساريين، فيها أهل المال والعقار وفيها الآلاف المؤلفة من المفقرين...
دول آبار النفط والغاز تتهاوى
اليوم، بتنا نفهم حرص المستعمر- بريطانيا بالأساس - على إقامة دول تتضمن رمالها أو سواحلها احتمالات بوجود النفط والغاز. فاذا ما ظهر هذا او ذاك من أسباب الثروة كانت لغير...