ضجيج الكتابة: مكاسب التدوين

فضاء التدوين الالكتروني، مثله مثل التدوين الورقي، هو مجرد فضاء لإمكانيات، يقودها صاحب الموهبة والمثابرة الى الإبداع، ويقودها آخرون إلى شيء آخر. المبدع هو مثل ميداس، صاحب العصا السحرية التي تحول كل ما تمسّه إلى ذهب، لديه قدرة على تطويع الإمكانات والمواد الأولية أياً كانت وإعادة خلقها بإطار فني مدهش. هناك فضاء تواصلي جديد تمثّله وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وهيمنة عالم النت والميديا
2016-01-21

شارك

فضاء التدوين الالكتروني، مثله مثل التدوين الورقي، هو مجرد فضاء لإمكانيات، يقودها صاحب الموهبة والمثابرة الى الإبداع، ويقودها آخرون إلى شيء آخر. المبدع هو مثل ميداس، صاحب العصا السحرية التي تحول كل ما تمسّه إلى ذهب، لديه قدرة على تطويع الإمكانات والمواد الأولية أياً كانت وإعادة خلقها بإطار فني مدهش.
هناك فضاء تواصلي جديد تمثّله وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وهيمنة عالم النت والميديا التفاعلية وثقافة الصورة (...) يستخدم كثيرون إمكانات هذا العصر التواصلي لأغراض شتى. وهناك فئة محددة من هؤلاء هم الكتّاب، يسعون (أو يندفعون تلقائياً ومن دون تخطيط كثير) لاستثمار هذه الإمكانات لتطوير قدراتهم الكتابية، وكذلك للانفتاح ـ من دون الحاجة إلى وسائط العصر السابق التقليدية ـ على جمهور المتلقين.
فئة أخرى تنظر بريبة إلى فضاء التدوين الإلكتروني، وتراه إهداراً للأفكار والوقت، وانسحاباً إلى مزاج جمهور افتراضي واسع يسبب الدوران وفقدان التوازن أحياناً للكاتب. لهذا تعتزل هذا الفضاء، أو تحتفظ بما تراه أفكاراً مهمة خارج فضاء التدوين، من أجل استثمارها في إنجاز كتب. لهذا لا تتعامل مع الفضاء الالكتروني بجدية بالغة، وتحتفظ به كمجال تواصلي للإعلان عن فعاليات وأنشطة أو التعليق العام على أحداث وما إلى ذلك، من دون طرح أفكار يمكن أن تكون مفيدة لاحقاً للكتاب المطبوع.

من صفحة أحمد سعداوي (عن فايسبوك)