"حبر": التسرب المدرسي في الأردن

تعدد العوامل المؤدية إلى التسرب يعني تعدد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تدخل أطرافًا أساسية في القضية
2017-05-23

شارك
أطفال يلعبون على أسوار إحدى المدارس الحكومية. تصوير حسام دعنة.

من مواقع صديقة: حبر
نص لـ دلال سلامة

تقف أسماء (17 سنة) في ساحة مركز الأميرة بسمة للتنمية في مدينة معان، مع زميلتيها حنان (15 سنة) ومها (14 سنة)، في نهاية يوم الدوام استعدادًا للعودة إلى المنزل من المركز الذي يتعلمن فيه قواعد أساسية في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، إضافة إلى بعض المهارات اليدوية مثل صنع الإكسسوارات والخياطة والتجميل.

ترتدي الفتيات الثلاث النقاب، مع عباءات سوداء وأغطية رأس باللون ذاته. وهذا هو أسبوعهن الأول في المركز الذي يقدم نوعًا من التعليم غير النظامي للطلبة المتسربين من المدارس، ويتيح لمن يكمل منهم البرنامج الذي يستمر سنة وثمانية أشهر واحدًا من خيارين: العودة إلى المدرسة، بعد اجتياز اختبار مستوى، أو التحويل إلى برامج تدريب مهني.

درست أسماء إلى الصف الثالث الابتدائي، ثم أخرجت من المدرسة وألحقت بدار لتحفيظ القرآن، حيث أصبحت دراسة القرآن هي محور تعليمها. تقول إنها تلقت في تلك الدار دروسًا في اللغة العربية والرياضيات، لكن بشكل «خفيف».

من بين الفتيات الثلاث، كانت أسماء هي الوحيدة التي دخلت في إحصائيات التسرب من التعليم الأساسي، في المحافظة التي احتلت العام الماضي المركز الأول بنسبة 0.55%، مقابل النسبة العامة للتسرب في المملكة 0.25%1. كانت الوحيدة لأن الفتاتين الأخريين لم تدخلا أي مدرسة، بل ألحقتا مباشرة بدار تحفيظ القرآن. وهذا يعني أنهما لم تكونا قط ضمن أرقام التقارير الإحصائية التعليمية، التي ترصد التسرب فقط للطلبة الذين التحقوا فعلًا بالتعليم النظامي.

حسام (16 سنة) ترك المدرسة قبل ستة أشهر، وكان في الصف التاسع، لأنه كما يقول لم يشعر بأن هناك جدوى من وجوده في المدرسة. ففي المركز يتعلم مهنة الكهرباء، وهذا سيوفر له فرصة عمل، هو غير متأكد من أنه سيحصل عليها في ما لو أكمل تعليمه المدرسي.

وسام (15 سنة) قدمت من سوريا قبل خمس سنوات. التحقت حينها بالصف الخامس، لكنها خرجت من السابع لأنها لم تعد تتحمل ما تقول إنه «تمييز» كان يُمارس ضد التلميذات من اللاجئين السوريين، وهو نوع من المعاملة، تؤكد أنها لا تتعرض له في المركز.

في كراج ميكانيك في مركز المدينة، هناك أحمد (18 سنة)، الذي خرج قبل ثلاث سنوات من المدرسة، عندما كان في الصف التاسع، وهو الآن المعيل الرئيسي لعائلته، نتيجة تعطل والده عن العمل. يقول إنه لا يجيد القراءة والكتابة. وبحسبه، لم يكن الأمر فقط أن أحدًا في المدرسة لم يكن يفعل شيئًا لمساعدة من هم مثله، بل يقول إنهم أيضًا كانوا يتعرضون للتعنيف من قبل بعض المعلمين الذين كانوا «يسبّوا بألفاظ بذيئة وبضربوا بالخرزانة والبربيش والعصاي».

على بعد أكثر من مئتي كم في قرية سويمة التابعة لمحافظة البلقاء، والتي كانت الثانية في تسرب طلبتها بنسبة 0.47%، هناك قصص أخرى: رجاء (15 سنة) خرجت العام الماضي من الصف التاسع لتتزوج. لم يقبل القاضي عقد قرانها لأنها كانت دون السن القانونية، وهي الآن في المنزل، تنتظر أن تبلغ هذه السن لإتمام العقد. وهي سعيدة بوضعها الحالي، فالمناهج في المدرسة، كما تقول، بالتحديد اللغتين العربية والإنجليزية، كانت صعبة جدًا بالنسبة إليها.

علاء (13 سنة) كان في الصف الرابع عندما ترك المدرسة ولم يكن قد استطاع تعلم القراءة والكتابة. كانت أميته وضرب المعلمين له السبب في تسربه، إذ لم يكن، كما يقول، يستطيع فهم أي مادة دراسية. يقول إنه لا يفعل شيئًا في الوقت الحالي عدا أنه يجلس طوال اليوم في المنزل يشاهد التلفزيون.

هذه القصص تروي بعض وجوه قضية تسرب الطلاب من التعليم الأساسي؛ قضية يتشابك فيها الاقتصادي والاجتماعي والتربوي.

لقراءة المقالة كاملة


وسوم: