وادي الصليب: نهش أحشاء البيوت

كان هناك دائماً وادي الصليب هذا. كأنه شاهدٌ على الأزلِ المنكوب. بين العمارات المتسلّقة التي شُيّدت حوله لتخفيه، بعنجهيّة معماريّة وبشاعة بيئيّة، لجهة المدخل الشمالي لمدينة حيفا.
هذا الحيّ الكبير المهجّر، ببيوت الحجر الفارغة المُغلقة بالإسمنت، كان معْلّم التاريخ الأوّل. حيث لا حاجة هناك لأي كلمة لا عن حيفا ولا عن النكبة: صمت المكان يشرح حياةً كانت، أزقةً سُلِكَت، عن دفءٍ مطرود وعن كون توقّف.
في هذه الأيّام "تحتفل" البلديّة الإسرائيليّة بهدمها لأجزاء كبيرة من الحيّ لتُقيم "منطقة فنّانين"، أما في الأجزاء الأخرى، فتنهش الجرّافات أحشاء البيوت: تهدم كلّ ما فيها من جدرانٍ وغرف، تُبقي الواجهة الخارجيّة "الأثريّة" للمبنى وتبيعه لمشاريع إعمار إسرائيليّة مترفة شعارها "الفخامة"!
 

* تصوير خلود طنّوس وأمل شوفاني

 


12 أيّار / مايو 2017

المزيد من بألف كلمة

عودتان.. رغماً عن الاحتلال والعالَم

2025-01-30

لم يبالوا بساعات الانتظار الطويلة هذه المرّة. كان تعبهم ألذّ على قلوبهم من العسل هذه المرة، وهذه المرة فقط. بعد نزوحات كثيرة ذاقوا فيها شتى صنوف المَرار، بدا زحف العودة...

أكثر الناس حريّة..

2025-01-23

من يمكنه أن ينسى صورة "محفوظة اشتية"، امرأة فلسطينية تعانق شجرة زيتون أمام جرافة للاحتلال تتأهب لاقتلاعها. بين تلك الصورة الخالدة، وبين انتظارها على الرصيف، مردِّدة الزغاريد، بانتظار إطلاق سراح...

"عبئكم ثقيل، سأحمله معكم"..

2025-01-16

الآن، وفيما نترقّب جميعاً خبر وقف إطلاق النار في غزة على أحرّ من جمر، ينبغي أن نفكّر جماعياً بمعاني "التضامن"، أوجهه وجدواه بأشكاله المتعددة، وما حققه (ولم يحققه) خلال نحو...