لماذا أزيل شجر الكافور؟

ما زلت أحرص على زيارتي لسوق الثلاثاء رغم انحسار مكونات الماضي وتفاصيله. ذهبت قبل عامين برفقة أمي وأبي إلى المكان نفسه. كانت أمي أكثرَنَا تحديقاً في ما يحتويه السوق، وأنا أكثرهم تحديقاً في وجوه الناس. رأيت البؤس في وجوههم! آلمني قلة المواشي بسبب شح الأمطار، وكان القات أحد مسببات الجفاف بطريقة غير مباشرة. وآلمني أكثر أني رأيت مدينة القاعدة لا زالت كما كانت قبل 25 عاماً. آلمني طفلٌ في عمر
2016-01-14

شارك

ما زلت أحرص على زيارتي لسوق الثلاثاء رغم انحسار مكونات الماضي وتفاصيله.
ذهبت قبل عامين برفقة أمي وأبي إلى المكان نفسه. كانت أمي أكثرَنَا تحديقاً في ما يحتويه السوق، وأنا أكثرهم تحديقاً في وجوه الناس. رأيت البؤس في وجوههم! آلمني قلة المواشي بسبب شح الأمطار، وكان القات أحد مسببات الجفاف بطريقة غير مباشرة. وآلمني أكثر أني رأيت مدينة القاعدة لا زالت كما كانت قبل 25 عاماً. آلمني طفلٌ في عمر الزهور يتسوّل، وآخر تاركاً مدرستهُ ليعيل أسرته، آلمني إذ وجدتُ والدي يشتري من سوق الحبوب بعدما كان يبيع حبوبهُ فيه. آلمني البؤس الذي لمحْتُهُ في وجوه من حولي وانكسار خاطرهم بتَبِعات الواقع المرير.
دنوت من أمي لأسمع روعة حديثها العامّي وهي تشتري بنفسها، فلن يزيح آلامي سوى عفويتها وهي تتحدث مع من تشتري منهم وخصوصاً الأطفال، علّني أزيح بذلك بؤساً تملّكني من بؤس ما رأيت. وللحظة ما، شعرتُ بأنه لم يكن أحدٌ سعيداً بقدر سعادتي ذلك اليوم. وفي طريق العودة تذكرت شجر الكافور الشامخ الذي رأيته قبل 25 عاماً ممتداً على جانبي الطريق من منطقة الجند حتى مفرق ماوية.. والتي زرعها الشهيد إبراهيم الحمدي آنذاك. للأسف، أُزيلت تلك الأشجار قبل 12 عاماً من قِبلِ الدولة، ولم أجد مبرراً لإزالتها إلى اليوم.

من صفحة Maged Almadhaji/ اليمن (فايسبوك)