أغلب أفراد القيادات العليا والوسطى للمؤتمر والحوثيين وكذلك للإصلاح أصبحوا هاربين مع عائلاتهم خارج اليمن. أضف إلى ذلك الأجنحة الإعلامية والحقوقية التي ساهمت في إشعال نيران الحرب ثم هربت في الثواني الأخيرة من السفينة المحترقة. أغلب الأصوات المطالبة باستمرار الحرب تأتي منهم. الحرب بالنسبة لهم لعبة كرة قدم مشوِّقة كلما قاربت على الانتهاء يطالبون بالتمديد لأشواط إضافية. نقول لهم إن اللاعبين سقطوا من الإعياء وامتلأت أرضية الملعب بالدم وفقد اللاعبون والجمهور أعصابهم وأعضاءهم فيقولون لك: اللعبة يجب أن تستمر!
هناك من يريد للحرب ان تستمر لأن انتهاءها يعني إقفال صندوق الذهب الذي انفتح بلا حساب. وهناك من يريد استمرار الحرب لأن نهايتها يعني رحيله وتواريه إلى كواليس المنسيين. وهناك من يريد استمرارها ليجرب صحة نظرياته اليسارية أو معتقداته اليمينية حول رومانسية الحرب وأمجاد القتلى والشهداء. وهناك من يريد استمرارها لأنه يعاني من الأرق في منفاه المليء بساعات البطالة والخمول ولا شيء يسليه إلا اللعبة الدموية في موطنه الفقير. لو كانوا في جبهات القتال لصدقتهم ولاحترمت اختيارهم. لكن ليس هناك من هو أكذب ممن يدعو للحرب وهو مسترخ مع عائلته وأولاده في فنادق الخمسة نجوم وعواصم العالم المصقولة والآمنة.
من صفحة Hussein Alwaday (فايسبوك)