عن الحرّية التي لا تتجزّأ

بعضهم يضع صورة لنصب الحرية كخلفية لحياته، وربما جازف ذات مرة وخرج برفقة أصدقائه إلى ساحة التحرير للمطالبة بحريته، وربما ذكرنا مرات لا تحصى بأن الحرية تُؤخذ ولا تُمنح، ملابسه هي الأخرى توحي بتمرده، وربما كتب قصيدة ذات يوم. كل هذا لم يشفع له. فما ان يرى صورة الفلسطيني وهو يرمي بحجر صوب إسرائيل الوجه الآخر لداعش، حتى ينقلب كيانه كله وتتحول حياته إلى إشكال يصعب حله، الشتيمة حاضرة ضد الحجر
2015-10-21

شارك

بعضهم يضع صورة لنصب الحرية كخلفية لحياته، وربما جازف ذات مرة وخرج برفقة أصدقائه إلى ساحة التحرير للمطالبة بحريته، وربما ذكرنا مرات لا تحصى بأن الحرية تُؤخذ ولا تُمنح، ملابسه هي الأخرى توحي بتمرده، وربما كتب قصيدة ذات يوم. كل هذا لم يشفع له. فما ان يرى صورة الفلسطيني وهو يرمي بحجر صوب إسرائيل الوجه الآخر لداعش، حتى ينقلب كيانه كله وتتحول حياته إلى إشكال يصعب حله، الشتيمة حاضرة ضد الحجر الفلسطيني ليس لسبب وإنما فقط لان بعض الفلسطينيين كانوا ذات مرة مع صدام ومرة أخرى مع داعش، وهو يتناسى أو ينسى أنّ الشعب هو التاريخ أيضا، ففلسطين ليست مجموعة من الأشخاص بل هي التاريخ أيضا وكذا الأمر مع العراق ومصر وأميركا وروسيا وفرنسا. ولو كان الأمر مجرد مجموعة من الأشخاص فمن المفترض بأوروبا أن ترفض ألمانيا لأنها كانت نازية ذات يوم.
الحرية واحدة سواء في فلسطين أو العراق أو أفريقيا أو أوروبا. ومحاولة تفصيلها وفق نظرية الحاجة والمصلحة أو كرد فعل لحالة استثنائية تجعل الشخص الذي يطالب بها هنا ويرفضها هناك، مجرد كائن يعيش حالة مرضية ولا ينبغي أخذ كلامه على محمل الجد.

من صفحة سليمان جوني (فايسبوك)