جلست أمام "طانط"، أخبرتها أنني أريد الزواج بابنتها، سألتني ماذا أملك وماذا أعمل. قلت لها إنني مهندس بترول وعندي شقة. ابتسمت ثم سألتني من سأنتخب لمجلس الشعب.
قلت لها إنه في الحقيقة لا أرى فارقاً بين المرشحين، وإنني في الحقيقة لا أبالي بهذه الانتخابات. وهي ضيقت بين حاجبيها. قالت إنني أتكلم وكأني لا أهتم بمصلحة البلد. فأخبرتها بالحقيقة:
يا "طانط" أنا لا أهتم بالسياسة. أنا شاب ناجح، مهندس، أعمل كثيراً، وأكسب كثيراً، ولدي شقة جاهزة، ومليون جنيه في البنك، ويعمل في شركتي الخاصة ما يزيد على المئتي ألف موظف. وأمي ماتت، يعني لن تكون هناك حماة لابنتك، وأبي يدير شركة في الخليج، ويرسل لي كل شهر أموالاً كثيرة، أضعها على المليون جنيه التي عندي في البنك فيتضاعف المليون ويزيد. وأنا أسافر كل صيف لأوروبا، ولذلك لا وقت عندي للسياسة.
أيوه يا ابني ولكن أي شاب مثلك لا بد أن يكون عنده وطنية وثقافة ووعي بقضية بلده. في الحقيقة أنا مستغربة هذا الكلام جدا من شاب عنده وعي مثلك.
يا طانط أنا ليس عندي وعي. أنا عندي فلوس. هذا ما أحاول أن أشرحه لك.
يا حبيبي وماله؟ فلوس ووعي. الشباب لا بد أن يكون عندهم وعي، وإلا سيعود الإخوان.
يا طانط، السيسي أنقذ مصر وخلّص مصر من الإخوان خلاص.
صحيح ولكن قد يعودون. يا ابني أنا أريد أن أزوج بنتي لواحد وطني يخاف على مصر.
طيب في الحقيقة يا طانط أنا لا أعرف المرشحين، ساعديني أنت وقولي لي من ستنتخبين.
يا ابني أنا ليس عندي صحة لهذا الكلام. أنا تعبت وعندي شغل بيت وأولاد ومسلسل أريد أن أتفرج عليه. ثم بذمتك يا بني، ما الفارق بينهم جميعاً؟ هذه كلها تمثيلية يا حبيبي. هه بقى، كتب الكتاب الجمعة الجايه؟
نص نائل الطوخي ورسم مخلوف