عن ثنائية الخير والشر

نعم لرمي الشيطان بالجمرات، بل وحتى رجمه بالصخر والحجر... وحتى فرقعة جبال الهمالايا للحصول على عدد لا يحصى من الحصى والحجر علها تكفي وتنفع للقضاء على الشيطان المقيم ها هناك. لا أعتقد أن الأمر يطرح أدنى مشكلة، بالنسبة لمن يقبل الأمور دون مساءلتها، ويقوم بطقوسه وهو مطمئن، لأنها تشكل إرثا دينيا له... غير أن الأمر يطرح أكثر من سؤال بالنسبة لمن يبحثون عن المعنى من الطقس وفائدته والهدف والمبتغى منه
2015-10-01

شارك

نعم لرمي الشيطان بالجمرات، بل وحتى رجمه بالصخر والحجر... وحتى فرقعة جبال الهمالايا للحصول على عدد لا يحصى من الحصى والحجر علها تكفي وتنفع للقضاء على الشيطان المقيم ها هناك. لا أعتقد أن الأمر يطرح أدنى مشكلة، بالنسبة لمن يقبل الأمور دون مساءلتها، ويقوم بطقوسه وهو مطمئن، لأنها تشكل إرثا دينيا له... غير أن الأمر يطرح أكثر من سؤال بالنسبة لمن يبحثون عن المعنى من الطقس وفائدته والهدف والمبتغى منه ومغزاه. فإذا كان عامة الناس لا يطرحون أدنى تساؤل، ولا يصرون بالضرورة على معرفة المغزى، فهناك جزء من المؤمنين والمسلمين ممن يريدون التعامل مع الشعائر بنوع من «الذكاء» الذي لا يفسد للود قضية وللإيمان قوة. (...) فليس كل من يتساءل هو بالضرورة كافر... من بين الأسئلة المطروحة والتي تبحث لها عن جواب، تلك المتعلقة بهوية الشيطان، وبمكان وجوده؟ فهل هو خارج عنا أم مقيم بيننا وفينا؟ هل الشيطان هو بالضرورة عنوان الشر؟ إذا كان الأمر كذلك، ألا يمكن القول إننا كبشر نحمل في ثنايانا، وبشكل عادي ثنائية الخير والشر؟ ومن هنا ما علينا إلا البحث في ذواتنا وفي محيطنا، عما يجعلنا ميالين للخير أحيانا أكثر من الشر والعكس؟ ثم، ألا توجد منطقة وسطى بين الخير والشر؟ ألا يمكن القول إن الحرص، بوعي أو بدونه، لتحقيق نوع من التوازن داخل هذه الثنائية هو الذي يجعل الإنسان يتعامل بواقعية، ربما حماية لمصالحه المعنوية، دون إفراط وتفريط؟ إذا كان الشيطان موجوداً هناك، حيث تتخذ عملية رميه بالجمرات دلالة رمزية أكثر من شيء آخر، فما الذي يحتفظ به يا ترى هذا المؤمن الذي أدى الشعيرة حين رجوعه؟ هل يفيد ذلك في تدبير الصراع داخل ثنائية الخير والشر؟

من صفحة Latifa El Bouhsini (فايسبوك)