كلنا يعرف درجة الانحطاط التي بلغتها المدرسة العمومية. كلنا يعرف أن الفئات الواسعة من المغاربة تضع أطفالها في المدرسة العمومية، فيما تضحي الطبقة المتوسطة بالغالي والنفيس وتضع كل ما لها من إمكانيات مادية من أجل ضمان تعليم نوعي لأطفالها حيث تختار التوجه إلى القطاع الخاص أو إلى مدارس البعثات الأجنبية.
كلنا يعرف أن ما وصلته المدرسة العمومية يؤثر بشكل سلبي على كل مجالات الحياة بل ويؤثر على مسار التنمية وحتى على الأمن والاستقرار اللازم لأي بلد.
لا أحد اليوم يثق بزعم الدولة ونيتها في إصلاح التعليم. كل المبادرات التي اتخذت في السابق والتي رصدت لها أموال طائلة لم تؤتِ أكلها، بل زاد الوضع استفحالا. إنه دليل قاطع على غياب إرادة حقيقية من أجل التصدي للإصلاح.
لا أحد ينكر أن القضية أصبحت جد معقدة، وأنه لا يمكن تصور وجود عصا سحرية لإصلاح سريع. لا بد أن الأمر سيتطلب زمناً غير يسير، وأن أجيالاً تمت التضحية بها، وأنه من غير المعقول الاستمرار في التضحية بأجيال أخرى وإلا سنذهب رأساً إلى السكتة القلبية.
إحدى الإشارات والعلامات الدالة على وجود إرادة حقيقية هو أن ننطلق من تكليف من هم أهل لذلك من الكفاءات في مختلف المجالات وبتوجه سياسي وطني، لا توجه يخدم أجندات حزبية ضيقة. تكليف فريق من الخبراء الأكفاء النزهاء الذين أظهروا بوضوح وطنيتهم وغيرتهم على المصلحة العامة للوطن ومصلحة أبنائه وبناته.
من صفحة Latifa El Bouhsini (فايسبوك)