عن بعض المعارضة في تونس

رفض المصالحة مع الفساد والمفسدين مطلب شعبي لأغلبية التونسيين، وعدم خروجهم اليوم بالشكل الذي انتظره المنظمون وبالشكل الذي يخشاه رعاة قانون الفساد والإفساد، يؤكّد فقط على حجم الإحباط وانعدام الثقة لدى التونسي في مصداقية النخب السياسية الحاكمة والمعارضة. الإنسان العاقل لا يمكن أن يصدّق أن من وضع يده في يد المفسدين يمكن أن يكون معارضا جدّيا لحلفاء الأمس القريب. أن يصدق أنّ من ترافع
2015-09-24

شارك

رفض المصالحة مع الفساد والمفسدين مطلب شعبي لأغلبية التونسيين، وعدم خروجهم اليوم بالشكل الذي انتظره المنظمون وبالشكل الذي يخشاه رعاة قانون الفساد والإفساد، يؤكّد فقط على حجم الإحباط وانعدام الثقة لدى التونسي في مصداقية النخب السياسية الحاكمة والمعارضة.
الإنسان العاقل لا يمكن أن يصدّق أن من وضع يده في يد المفسدين يمكن أن يكون معارضا جدّيا لحلفاء الأمس القريب.
أن يصدق أنّ من ترافع في قضايا الفساد نيابة عن المفسدين وقبض في البدء والمنتصف والخاتمة يمكن أن يقف اليوم ضد من قبض منهم بالأمس القريب.
وأنّ من كان في الحكم وتلكأ أو عجز عن محاسبة الفاسدين يستطيع أن يحاسبهم وهو في المعارضة..
وأن يثق في معارضة مشتتة لا تزال تحكمها صراعات نخبوية بعيدة كل البعد عن همومه ومشاغله.
الانسان العاقل قد يقبل أن يكون وقودا في معركة مصير بلده، وقد يقبل التضحية والمواجهة إذا كان ذلك في سبيل مصلحة وطنه ويقبل أن يكون جنديا وراء جنرالات "فشلة"، رغم عدم ثقته في قدراتهم، ولكنه لا يقبل بأي حال أن يرى القضية واحدة والمسيرات ثلاثا ولا يستطيع أن يقبل أن تتحول معركته ضد الفساد إلى معركة داخل المعركة عنوانها "من الأقوى" ومن "يمثل" ومن هو الجدير بلقب "جنرال المعارضة"..
إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.

من صفحة Gafsaoui Khaled على فايسبوك