مثلما يُعيد النظام تشكيل المشهد السياسي حكماً ومعارضة، نعيد بناء حركة الاحتجاج الشبابية والشعبية. ما هو اساسي في تحرك "مانيش مسامح" هي هذه الدينامية الشبابية المناضلة التي تتخلق أمام أعيننا. قوة سياسية أُفقية التنظيم عميقة الطرح متماسكة الصفوف. قوة صاعدة يرشحها التاريخ لتجديد المشهد وقيادة المرحلة.
لا تهمنا معركة تمثيل المعارضة، يهمّنا معارضة هذه التمثيلية. لا تهمنا مناورات بعض القوى السياسية، يهمّنا التصدي لالتفاف النظام على الحركة الثورية.
أيها الرفاق الأعزاء، لا تستحقّ القوى التقليدية المستفيدة من الوضع الراهن، وتحديداً من وضعها الراهن، اي اهتمام، سوى الاهتمام بأدوارها في تخريب الحراك الجديد وتخريب أي امكانية حقيقية لتغيير الوضع الراهن. إنّها قوى تعيق التقدم لأنها تعيق التفكير والتنظم خارج تنظيراتها. لسنا نراها تواجه النظام فقد صارت جزءاً من كرتونه الجديد وإن رفعت مصاحف الثورة الدائمة أو التدافع الدائم.
ما زلنا في بداية المخاض الانتقالي الحضاري من الدولة الغنائمية التابعة الى دولة العدالة المدنية الديموقراطية مستقلة القرار والسيادة (...)
المستقبل يحتاج طلائع تتحرك بجاذبية التقدم إلى الامام، التقدم في التفكير والتنظيم، وإلا سنبقى نراوح بين واقعنا وماضينا مثل أرجوحة الماغوط. أو مثل ساعة تدقّ إلى الوراء. كم نحتاج مناضلين أفذاذاً متحررين من العقائد والأصنام ومهمومين بالإنسان والأرض والحياة.
قد يكون تفاؤلاً مبالغاً. او يكون خيالاً محضاً. ولكنه لن يكون خيانة للحقيقة الماثلة أمام أعيننا. هذا هو الأساسي.
من صفحة malek sghiri (فايسبوك)