ما يحدث في القدس من مواجهات ومحاولة حماية الأقصى من تدخلات المستوطنين والجيش الإسرائيلي عمل بطولي، لكنه عمل يائس إذا لم تسانده إرادة سياسية فلسطينية وعربية وإسلامية، بل وعالمية...
أما إذا استمر هؤلاء الفتية الأبطال يقاومون مخططاً بحجم كرة أرضية وحدهم، فلن يتمكنوا في النهاية من الصمود، فعدا عن عزل مدينة القدس عن الضفة الغربية، وعدا عن حاجتك لتصريح لدخولها لا تحصل عليه في الغالب، فإن إسرائيل عبثت في القدس من الداخل. أهل القدس يقاومون هدم منازلهم، أهل القدس يقاومون مصادرة بيوتهم، أهل القدس يقاومون مناهج التعليم المؤسرلة، أهل القدس يقاومون الحدائق التي تنشئها إسرائيل في أراضيهم، أهل القدس يقاومون الجدار العازل، أهل القدس يقاومون انهيار اقتصادها، أهل القدس يقاومون كل شيء، بما في ذلك اقتحام الأقصى، إنهم وحدهم منذ وقت طويل، يرون أثواب أمهاتهم وجداتهم تباع في حوانيت إسرائيلية، ويرون أولادهم يتكلمون العبريّة، ويرون الشوارع وهي تتحوّل إلى مسميات لا يعرفونها وليسوا على ألفة معها، ويرون أنفسهم خارج المدينة مع كل قانون تصدره حكومة إسرائيل ليقلّص عدد المقدسيين في المدينة، والشعارات الكثيرة التي تطلق هنا وهناك، مثل لبيك يا أقصى، ويا مسرى الرسول دمي فداك... كل هذا لا يسمعه الإسرائيليون أصلاً، وهم مستمرون في ما يفعلون، وسيصلون إليه في ظل المعطيات الحالية، لأنه كي تتغير الحالة، فعلى المعطيات أن تتغير، والمعطيات للأسف... تتغير دائماً إلى الأسوأ...
من صفحة Khaled juma (فايسبوك)