أعتقد أن القادم من تغيير السلوك والتفكير أعنف وأشدّ من دمار بنغازي، واستفادة مدن أخرى. سيكون على أثرها تغيير ديموغرافى وقلبٌ تامّ في كل الموازين.. على سبيل المثال، اليوم مديرة مدرسة وقفت بمنتهى العنف وبأسلوب خالٍ من الإنسانية في صبيحة امتحانات طالبات الإعدادية، مهدِّدة إياهن بالطرد إن لم يلتزمن لبس العباية والمحرمة السوداء أو البيضاء.
بنات زي الورد شوفتهن تردّ الروح، ولا واحدة منهنّ لابسة شورت ولا "كت" ولا شفّاف. يلبسن بنطلونات من البضاعة المتوفرة في الأسواق، وبلوزات بألوان فرحة عاديّة، شعرهنَّ مرفوع بفيونكات.
واحدة منهنّ وجدتني واقفة أنتظر ابنة أُختي، جاءت تجري وتسأل "لباسي في حاجة يا أبلة؟ قالونا البسوا عباية، أنا منبيش نلبسها حتى لو طردتني، عمي قتلوه أنصار الشريعة اللي علمهم أسود وجدي جاته جلطة وبابا مريض من يومها ونحنا نازحين، منبيش نلبس عباية سوداء"، ارتبكت، وكل اللي عليّا ضميتها في حضني وقلتلها: إنت حلوة وتهبلي إنتِ ولبستك، أهم شيء انتبهي للامتحانات عشان النجاح هو أهم حاجة..
وأنا في قرارة نفسي مقهورة وزعلانة عشان شكل الأيام اللي جايتكن مع الطوفان الأسود.
من صفحة Ahlam Noor Elbadri (فايسبوك)