مجانين وعقلاء!

منذ سنوات عدة وفي لقاء معه بإحدى الصحف العربية، تحدث الكاتب السوري زكريا تامر عن مدينته دمشق. تحدث عن التشويه البنيوي الذي لحق بهذه العاصمة الجميلة. شدتني ملاحظة قالها حول "المجانين" وهي فئة لا تنفصم عن شخصية أي مدينة. ممّا قاله: "مجانين زمان كانوا ظرفاء.. خفيفي الظل"، "كل مجنون كانت له شخصيته الخاصة المتميزة الظريفة، بينما مجانين دمشق حالياً غلاّظ يتصفون
2015-08-20

شارك

منذ سنوات عدة وفي لقاء معه بإحدى الصحف العربية، تحدث الكاتب السوري زكريا تامر عن مدينته دمشق. تحدث عن التشويه البنيوي الذي لحق بهذه العاصمة الجميلة. شدتني ملاحظة قالها حول "المجانين" وهي فئة لا تنفصم عن شخصية أي مدينة.
ممّا قاله: "مجانين زمان كانوا ظرفاء.. خفيفي الظل"، "كل مجنون كانت له شخصيته الخاصة المتميزة الظريفة، بينما مجانين دمشق حالياً غلاّظ يتصفون بالسماجة والتفاهة والوساخة".
تساءلت إن كانت هذه خاصية سورية، أم أن الجنون في كل المدن تغيرت ملامحه.
تذكرت أن مدينتي بنغازي مثل غيرها من المدن، كان لها نصيب من أصحاب العقول الذين أثقلت عليهم الحياة فهربوا بعقولهم إلى عالم آخر. لعلّ أشهرهم "معابيص" الذي كان يجوب بنغازي على قدميه موزعاً البسمات والنكات والمقالب... وكان هناك الكحلاوي أو "لأجل النبي" الذي كان يهزّ شارع أبو غولة طرباً وهو يردد أغنية الكحلاوي الشهيرة. و "شركة" الذي كان يطوف شوارع المدينة بدراجته عازفا منتشياً.
وكان هناك "أمحضية" و "سايق لها" و "يرك رك" و "مصطفى وطني"...
لا يعلم أحد سرّ تسميتهم، ولا من أين أتوا أو إلى أين ذهبوا، ولكن جميع من عاصرهم يتذكرهم.
لم نكن نخاف "مجانيننا". كانوا جزءا من تشكيلة اجتماعية عجزت عن فهمهم وعن علاجهم ولكنها لم تلفظهم. رحم الله مجانين زمان، ووقانا الله وإياكم شرور "عقلاء" هذا الزمان!

من صفحة atia s. lawgali (فايسبوك)


وسوم: العدد 157