الرقيب للصحافي: شوف يا ابني، لا تقل لي فلان قال وعلان قال. ليس لك مصدر للأخبار إلا أنا. انظر إليّ جيداً. وعندما أخبرك بما أرى فعليك أن تعرف أن هذه هي الحقيقة. يا ابني انظر إليّ أكثر قليلاً. وعندما أقول لك إننا قبضنا على عدد كذا من الإرهابيين فعليك أن تكتب أننا قبضنا على عدد كذا من الإرهابيين. وعندما أقول مات من عندنا كذا من الجنود، فهؤلاء هم من ماتوا، ولا يوجد آخرون، ولو كان لك صاحب مات هناك فعليك أن تقتنع أنه لم يمت هناك ما لم نخبرك نحن مسبقاً. تسألني لماذا؟ لأنك ستدفع غرامة نصف مليون جنيه لو نشرت أن صاحبك مات ونحن نقول إنه لم يمت. هذا جد يا ابني وليس مزاحاً. لا يا حبيبي، انظر إليّ أكثر، أيوه، ثبت عينك هكذا، لا تدع عينك تنزل من عليّ. آه، ووحياتك أيضاً، انس موضوع المنافسة مع الجرائد والمحطات العربية. ماذا سيفيدك لو نشرت سبقاً صحافياً ودفعت نصف مليون غرامة؟ أنت عندك أطفال ووراءك بيت وتحتاج المصاريف. ماذا ستفيدك المنافسة بقى أخبرني؟ يعجبني أنك تثبت نظرتك عليّ، ولكن أرجوك، بإعجاب أكثر، هذا صعب طبعاً، أعرف أنه لا يعجبك العجب، هاهاها، شباب اليومين دول. شوف، أنا لا أريد أن أكذب عليك، أنت مثل ابني وتهمني مصلحتك، أنت حقاً لا تعرف كم أحبك، المهم، لو لم تنظر إليّ أحسن قليلاً، أي بانبهار تام، بذوبان كامل، بانسحاق كامل، فسأسحقك يا ابني. سأدوس عليك مثل الحشرة الميتة، سأطردك من عملك، وأقطع عنك المرتب، وقد أفكر في قتلك وقتل أهلك والتمثيل بجثثكم عند باب زويلة. شفت لماذا يا ابني انصحك بالانسحاق أمامي؟ خوفاً عليك. أنا أعرف حماس الشباب الذي فيك، وأعرف إلى أية مصيبة قد يأخذك. تعال يا ابني، اجلس تحت جناحي، تنفس بنَفَسي، يللا، أنا سأتنفس الآن، جهز رئتيك لتسحب الهواء الذي أطرده. برافو يا حبيبي. بالضبط هكذا. أنت منذ الآن كتكوتي الصغير.
نص نائل الطّوخي ورسم مخلوف