قررت بلدية باريس تخصيص يوم لتل أبيب، (ما باتت الصحافة الفرنسية تسميه "العاصمة الاقتصادية لإسرائيل"، الذي يفترض أو يوحي بأن القدس عاصمتها السياسية؟!)، الشهيرة على ما تقول البلدية ببراءة حمقاء، "بشاطئها وبسهراتها اللاهية". يوم من ضمن ثلاثين يوماً، هذا العام 2015، من ضمن مشروع "باريس – بلاج"، المعتمد منذ 2002 من قبل البلدية، حيث يُبنى على ضفاف نهر السين داخل العاصمة الفرنسية شاطئ رملي مع كل عدته المألوفة.. سوى أن اختيار تل أبيب للاحتفال بها في 13 آب/أغسطس، "غريب"، والحجج أغرب: تارة لأنها "مدينة تقدمية ولا يجب الخلط بينها وبين سياسة الحكومة الاسرائيلية" وطوراً "لإدانة غلاء الأسعار على شواطئها"... لماذا ليس كوباكابانا في البرازيل، وهي أشهر شاطئ رملي في العالم تعرّض للانتهاك والتقهقر بسبب نشاطات مافيات المخدرات.. لماذا ليس شاطئ غزة (الممتد على 41 كيلومتراً) الذي يتطابق هذا "اليوم" مع العدوان عليه وعلى القطاع في العام الفائت، مخلفا 2200 ضحية عدا الجرحى والدمار...
الاحتجاجات كثيرة على هذا القرار، نواب وشخصيات سياسية فرنسية ومثقفين وفنانين وجمعيات.. ولكن السلطات الفرنسية تُصر، وتعتبر التراجع عن قرارها "تنازلاً أمام المتطرفين".
هذا رسم لجاك تاردي خصصه للمناسبة. وتاردي هو من أهم رسامي القصص والكاريكاتير في فرنسا، وحائز على عدة جوائز عالمية كبرى، منها جائزة "أيزنر" ( Eisner Awards) لمرتين آخرها في 2011 وقبلها الجائزة الكبرى لمهرجان "أنغوليم" Angoulême)) في فرنسا عام 2008.