المكتبات مقابر للكتب؟

المسؤولون في جامعة بيرمنغهام يعلنون أنهم اكتشفوا في مكتبة الجامعة أجزاء من القرآن لم يتخيلوا أنها بهذا القدم. فالمخطوطة في حوزة المكتبة منذ مدة تزيد عن قرن أخضعت لتحليلات معملية لمعرفة تاريخ الكتابة، وأظهرت أن جلد الماعز المكتوبة عليه يعود لما بين 568 و645 ميلادية، الأمر الذي يعني أن كاتب هذه القصاصات كان معاصرا للرسول، وأنها أقدم نسخة من القرآن على الإطلاق. هذا الخبر مهم بحد ذاته، وليس
2015-07-29

شارك

المسؤولون في جامعة بيرمنغهام يعلنون أنهم اكتشفوا في مكتبة الجامعة أجزاء من القرآن لم يتخيلوا أنها بهذا القدم. فالمخطوطة في حوزة المكتبة منذ مدة تزيد عن قرن أخضعت لتحليلات معملية لمعرفة تاريخ الكتابة، وأظهرت أن جلد الماعز المكتوبة عليه يعود لما بين 568 و645 ميلادية، الأمر الذي يعني أن كاتب هذه القصاصات كان معاصرا للرسول، وأنها أقدم نسخة من القرآن على الإطلاق.
هذا الخبر مهم بحد ذاته، وليس من المستبعد أن تجذب جامعة بيرمنغهام أعدادا هائلة من الصحافيين والأكاديميين لمشاهدة هذه المخطوطة الفريدة. ولكن، وبهذه المناسبة، أحب أن ألفت النظر إلى تفصيل صغير في الخبر كما نقلته البي بي سي، يتعلق بطريقة اكتشاف هذه المخطوطة.
أحد طلاب الدكتوراه هو من اطلع على المخطوطة، ومن الواضح أنه هو من لفت نظر القائمين على المكتبة لأهميتها.
ألفت النظر لهذا التفصيل للتأكيد على ما نردده مرارا في مصر: أهمية المكتبة لا تقاس بحجم محتوياتها بل بإتاحة مقتنياتها للقراء والباحثين؛ فالبحث والقراءة والتنقيب هو ما يحيي المكتبة ويخرج ما فيها إلى النور. أما التعتيم على المكتبات، وإغلاق سبل البحث في وجه الطلاب والتشديد من الإجراءات الأمنية بزعم الحفاظ على المقتنيات من السرقة والضياع والتلف، فهي التي حولت مكتباتنا العامة إلى مقابر للكتب ومآتم للباحثين.

من صفحة Khaled Fahmy على فايسبوك

 


وسوم: العدد 154