نزلت من البيت وركبت الميكروباص اللي بيروح التحرير من ادام بيتنا... قاعدة جنب السواق لوحدي حاطه السماعات في ودني والحياه حلوه، وفجآه لقيت سواق الميكروباص بيقول بصوت عالي: اقفلي الشباك اللي جنبك يا آنسة. يا كل الحريم اللي في العربية اللي قاعدة جنب الشباك تقفله!
شلت السماعات من ودني وسألته خير يا اسطى، هو فيه حاجه هنا؟ قالي هتشوفي دلوقتي .
عند جنينة الحرية اللي قدام الباب الرئيسي للأوبرا، بدأت المهزلة. الرصيف كله شباب زحمة لدرجه انهم ماشيين وسط العربيات، بيرشوا ميه عالعربيات وبيشدوا البنات اللي في العربيات من شعرهم ويجروا.
على نفس الرصيف واقف إتنين لابسين شرطة وتقريبا متبهلين أو مكبرين دماغهم وواقفين بيشربوا شاي.
الحمد لله عدينا مرحلة الخطر ووصلت عبد المنعم رياض. حطيت السماعة في ودني وعديت الشارع وانا بقول لنفسي مش هاسمع اللي هيقول كلام سافل لكن اللي هيمد ايده هافشخه!
وصلت لناصية محمود بسيوني لقيت بنت متزيدش عن 14 - 15 سنة وفي ايدها بنت اصغر يمكن 8 سنين، واقفه بتزق واحد برضه ميزيدش عن 16 سنة وشويه صبيان عرر من نفس السن بيشدوها من ايدها، ويحسسوا علي ضهرها وهم بيستعبطوا وبيقولولها خلاص بقى أهو عرف غلطته!
دخلت في وسطهم وحطيت ايدي على كتفها وشدتها جوه ناصية شارع جانبي وانا بقولهم اللي هيجي جنبها هاحبس دين أمه، نصهم جري والنص التاني قعد يضحك.
مشيت جنبي ولقيتها بتقولي شكرا يا آنسة. ده ماشي ورايا بقاله كتير، وعمال يقولي انتي عامله شعرك فين، وانا مبردش، راح شاددني من شعري.
قولتلها عارفه شكله؟ تعالي شاوريلي عليه وناخده نعمله محضر.
لقيت نظره غريبة في عينيها مقدرتش افسرها غير لما نطقت وقالتلي: قسم إيه يا استاذة، ﻷ مش لدرجه قسم... إحنا مش ولاد ناس أوي كده.
بغض النظر عن #التحرش وقلة اﻷدب والمواقف الخرا اللي اتعودنا عليها
تخيل انت ان فيه بنت عندها 15 سنه عارفة وفاهمة ومؤمنة ان الحكومه متجيبش غير حقوق "ولاد الناس"، وبرضه يبقي عندها نفس القدر من المعرفة والفهم والإيمان انها مش بنت ناس عشان حد يجيبلها حقها.
حد يا جماعه متخيل القهر #عمار_يا_مصر
من صفحة Rasha Sultan على فايسبوك