مركز الطفل العامل ومجتمعه المحلي

الشهر الماضي (حزيران/يونيو 2015) ثارت ضجة في محافظة الجيزة حول مقاول يقوم بتشغيل أطفال تحت السن القانونية، مما اضطره إلى التوقف عن ذلك، وإن كان قد برر نشاطه هذا بالقول بأنّ أهالي هؤلاء الأطفال يتوسّلون إليه كي يسمح لهم بالعمل في ورش البناء نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها. في مثل هذه الظّروف، ينشط "مركز الطفل العامل ومجتمعه المحلّي" الّذي أسسّته منى صادق سعد مع عدد من
2015-07-23

شارك

الشهر الماضي (حزيران/يونيو 2015) ثارت ضجة في محافظة الجيزة حول مقاول يقوم بتشغيل أطفال تحت السن القانونية، مما اضطره إلى التوقف عن ذلك، وإن كان قد برر نشاطه هذا بالقول بأنّ أهالي هؤلاء الأطفال يتوسّلون إليه كي يسمح لهم بالعمل في ورش البناء نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها. في مثل هذه الظّروف، ينشط "مركز الطفل العامل ومجتمعه المحلّي" الّذي أسسّته منى صادق سعد مع عدد من الناشطين الاجتماعيين العام 1998 في محافظة الجيزة نفسها، بهدف رعاية وتنمية وحماية الأطفال العاملين كامل الوقت. وهي حقّقت رسالة الدكتوراه خاصتها بعنوان "بدائل تعليمية غير نظامية للأطفال"، ومن هذا المنطلق كان المركز منذ نشأته يجمع بين العمل الميداني والبحث العلمي.
ينشط المركز مع الأطفال العاملين في ورش السيارات، وورش المفروشات، ومحلّات الحلاقة، كما يعمل مع البنات العاملات في المنازل والمحال التجاريّة، إضافة إلى نشاطه مع أطفال متسرّبين من المدارس ويعملون في الشارع أو أطفال يجمعون بين التعليم والعمل. وبسبب كون المركز صغيراً، تتركّز الجهود على عدد قليل من الأطفال (50-70) طفلاً، كلّ ثلاث سنوات، يجري العمل أيضاً مع عائلاتهم. وفي حال علم القائمون على المركز أنّ أحد المشغّلين يسيء معاملة الطفل الذي يعمل معه، يتوّجهون إليه ويحاولون ردعه فإن لم يستجب يسعون إلى البحث عن مشغّلٍ آخر. داخل المركز تتوزع النشاطات بين اللعب لتعويض ما يفقده المستفيدون من إحساس بالطفولة جراء عملهم لساعات طويلة، والمسرح (المسمّى مسرح المقهورين)، والموسيقى من أجل تنمية مهارات الإنصات والمشاركة، والرياضة التي تساعد أيضاً القائمين على المركز على معرفة المدخنين من بين الأطفال ومحاولة جعلهم يقلعون عن التدخين، وأنشطة الكومبيوتر، والألعاب الحركيّة والتنافسية، إضافة إلى نشاط السجاد الذي ينمّي مهارات غزل النسيج. كذلك يقيم المركز أنشطة تعليمية ("تَعلّم تَحرّر") ورحلات أسبوعية.
يتلقى المركز دعماً من مؤسسة Misereor الالمانية الكاثوليكية، وهو يتعاون مع جمعيات مدنية أخرى كمؤسسة التعبير الرقمي العربي ("أضف") التي وقّع معها في شهر أيار 2015 "مشروع التمكين الرقمي للشباب" الذي تقام أنشطته في مقرّ الجمعيّة، لزيادة معرفة الأطفال بالكومبيوتر والاستفادة منه في أنشطة إبداعية.
التقرير نصف السنوي للعام 2015 لـ "مشروع رعاية الطفل العامل" بزهراء العمرانية، حيث يتخذ المركز مقراً له، يظهر انتقال 9 أطفال إلى المستوى الثاني في برنامج "تعلّم تحرّر"، وتقدّم 3 أطفال إلى امتحان محو الأمّية، بينما انتقل 9 أطفال من فصل محو الأمية إلى الفصل الموازي لصفّهم التعليمي، وحصل 7 على الشهادة الابتدائية منتقلين إلى التعليم الإعدادي، في حين انتقل 4 إلى التعليم الثانوي.
"مركز الطفل العامل ومجتمعه المحلّي" يعمل في بلد تتراوح نسبة العاملين فيه بين 1.3 و3.3 مليون طفل، وعلى الرغم من أنّ قدرته الاستيعابية لا تمكّنه من حلّ مشكلة بهذا الكبر، إلّا أنّ ما يقدّم من جهد يجعله مثالاً يُحتذى به.

الموقع الالكتروني

مجموعة المركز على فايسبوك