عن اقتلاع العنف في المغرب

الأصوات المعارضة لخروج تظاهرات من أجل فتاتَي انزكان (المعروفة بقضية التنورة)، وللاحتجاج على ضرب شاب مثليّ في فاس، ترتكز في معارضتها على الاستفهام عن سبب عدم خروج أحد من اجل الفتاة المعوّقة التي اغتُصبت، ومن أجل المرأة التي أنجبت خارج المستشفى، ومن أجل حالات مشابهة وتعتبر أن هذه هي القضية الأولى، وأن قضية التنورة وقضية المثليّ ليستا إلاّ "خضره فوق الطعام".. هذا الصوت الغاضب، ومع أنه
2015-07-15

شارك

الأصوات المعارضة لخروج تظاهرات من أجل فتاتَي انزكان (المعروفة بقضية التنورة)، وللاحتجاج على ضرب شاب مثليّ في فاس، ترتكز في معارضتها على الاستفهام عن سبب عدم خروج أحد من اجل الفتاة المعوّقة التي اغتُصبت، ومن أجل المرأة التي أنجبت خارج المستشفى، ومن أجل حالات مشابهة وتعتبر أن هذه هي القضية الأولى، وأن قضية التنورة وقضية المثليّ ليستا إلاّ "خضره فوق الطعام".. هذا الصوت الغاضب، ومع أنه خاطئ لكن يجب الاستماع إليه، ويجب تحويل تداول القضية من "الدفاع عن الحريات الفردية" إلى "مناهضة كل أشكال العنف" من دون أي جندرة. المثليّ مورس عليه العنف لأنه "مختلف"، وفتاتا أنزكان مورس عليهما العنف من الناس ومن رجال الأمن، والفتاة المعوّقة مورس عليها العنف وقبله "عنف الفقر"، ومورس على والدتها "عنف الخدمة في البيوت وترك ابنتها العاجزة وحيدة"، والعاملات المطرودات من عملهنّ واللواتي أتين للتظاهر بالمحكمة احتجاجاً على إهمال قضيتهنّ هنّ أيضا مورس عليهنّ العنف.
وهذا يُشبه تماماً حين توصف الفتاة بالعانس والرجل بالعقيم. والفتاة حين يُفرض عليها التوقّف عن الدراسة لأن قطار الزواج سيفوتها هو عنف..
إن أردنا حقا مجتمعاً تُقدَّس فيه الحريات الفردية، وتحظى فيه المرأة والرجل بحريّة الاختيار، لن يتحقق الأمر بتظاهرات موسميّة بل بتطعيم متواصل في تعليمنا وإعلامنا وقانوننا...وأُسرنا.

من صفحة chama darchoul على فايسبوك


وسوم: العدد 152