أعزائي المواطنين. ننوّه عناية سيادتكم إلى وقوع انفجار إرهابي ضخم اليوم في مدينة القاهرة لأول مرة، مما أسفر عن حفرة كبيرة في قلب الشارع، ونطمئنكم يا أعزائي المواطنين أن مصرنا الغالية قادرة على أن تنهض كالعنقاء من قلب الرمال، كما نحيّي فيكم روحكم المقاتلة الشجاعة ونذكركم بفوائد عدة للانفجار. أولها أن الانفجار قسم الشارع النصفين بالحفرة الكبيرة التي خلفها عنه، مما ترتب عليه أن أصبح الشارع الواحد شارعين، شارع قبل الانفجار وشارع بعد الانفجار، والعدو بغبائه الشديد لم يحسب حساب هذا، فمن الآن وصاعداً، بدلاً من أن نواجه العدو بشارع واحد سنواجهه بشارعين، وبدلاً من أن نواجهه بمصر واحدة سنواجهه بمصرين.
كما ابتلع الانفجار في طريقه أناساً كثيرين، مما يجعلنا نفكر بقلوب مؤمنة في حكمته عز وجل من وراء الانفجار، فمصر التي جعل الله مشكلتها الأساسية هي زيادة عدد سكانها، قدِّر لها اليوم، وفي ساعة واحدة، أن تتحرر من عشرات السكان، ولعل العدد يزيد بعد ذلك فيقل عدد المصريين، وبالتالي تتمكن الحكومة من توفير جميع نفقات المواطنين ويعم الخير والرخاء على الجميع.
كما أن الانفجار في الوقت نفسه جاء دليلاً قاطعاً على حاجة المصريين للرئيس السيسي، وحاجتهم لأن يركز جميع السلطات في يده، وحاجتهم لقانون إرهاب يعاقب على الكلمة. وبفضل من الله عز وجل، فقد تمكن الانفجار من رفع معدلات الخوف عند المصريين مما يرفع بالتالي معدلات يقينهم بضرورة رئيسنا المحبوب وحتميته لنا في هذه اللحظة التاريخية.
عاش المصريون شعباً عظيماً خائفاً لا يشعر بالأمان إلا في حضرة رئيسنا المفدى. الله أكبر، وتحيا مصر.
نص نائل الطوخي ورسم مخلوف