خلال السنوات الـ 12 الماضية جرى سحق العدالة والانسانية بأقدام المصالح السياسية أكثر من مرة. ذهب أناس كثيرون ضحايا لخلافات سياسية، وتم نسيان دمائهم البريئة لخاطر عيون المصلحة السياسية.
فتحت تحقيقات، وتم اغلاقها. جرى استخدام القضاء كممسحة لطاولات الاتفاقات والتسويات، وكمنديل لتنظيف الرشح السياسي المزمن.
جرى اعدام الدولة لصالح النظام السياسي. وتم عن سابق اصرار وترصد اضعاف أي مرجعية مفترضة يمكن أن تكون أساساً نرجع اليه في عملية البحث المضني عن العدالة.
وإلا.. لماذا اختفت ملفات ضحايا العنف الطائفي 2006-2007 الخاصة بالطب العدلي. ولماذا ظهرت بعد ان انتهت هذه الصفحة السوداء؟
لماذا تم التغاضي عن الشخصيات المحرضة على العنف الطائفي من الجانبين السني والشيعي، بل وتم صرف رواتب تقاعدية لهم، وما زالوا يشمون الهواء لحد الآن؟!
وحتى لو كانت هناك دعاوى قضائية عادلة، فإن فائدتها لا تذهب لترصين الدولة وفصلها عن المزايدات السياسية، وانما تستخدم كسلاح للصراع السياسي.
اختفت الدولة خلف غبار هذا الصراع السياسي، وقلت شيئاً فشيئاً نسبة الاشياء التي يمكن ان يستحي منها السياسي العراقي.
ما تم كشفه في وثائق #ويكيليكس_السعودية بما يخص الشأن العراقي هو الجانب المعلن، بالمصادفة، مما كان يجري وتقوم به مختلف الأطراف سراً. ويعرفه بقية الشركاء، ربما دون تفاصيل كما في الوثائق التي نقرأها اليوم.
من صفحة أحمد السعداوي على فايسبوك