من موقعي هذا على شاشة فايسبوك يطيب لي أن أؤكد على تقديسي لقيمة الحرية، وأعلن عن أنها القيمة الأسمى في حياة الإنسان. ولكن أود أولاً أيضاً أن أحدد عدة ضوابط ضرورية من أجل الحفاظ على قيمة الحرية، فليس من مصلحة أحد أن تنقلب الأمور إلى فوضى.
1- الحرية ليست حرية الزواج من المثليين، في إشارة واضحة لموقف الحكومة الأميركية المعادي للحرية.
2- الحرية ليست حرية التعري، في إشارة واضحة لعلياء المهدي المعادية للحرية.
3- الحرية ليست حرية نقد نظام الدولة، في إشارة لمن يسمون نفسهم ثوريين وهم أعداء للحرية.
4- الحرية ليست هي حرية شرب الخمر، كما يفعل معدومو الدين معادو الحرية.
5- الحرية ليست حرية الإفطار في شهر رمضان، في إشارة لظاهرة متزايدة معادية للحرية في الشهر الفضيل.
6- الحرية ليست حريتك في أن تأتي لتنقد هذا المنشور، كما يفعل مراهقو فايسبوك المعادون للحرية.
7- الحرية ليست حرية، كما يدَّعي المنادون بالحرية أعداء الحرية.
طبعاً سيسألني أحدهم، وما هي الحرية إذن؟ أجيب أنني حددت عدة أشياء تعد هي الحرية:
1- الحرية هي طاعتك الحاكم وحقك في ممارسة العنف ضد من يقمعون حريتك في طاعة الحاكم.
2- الحرية هي حريتك في الاقتناع بدينك والإيمان به والحفاظ على شعائره كلها وعدم تفويت واحدة منها.
3- الحرية هي أن تتزوج وتنجب أطفالاً، وتجهزهم ليتزوجوا وينجبوا أطفالاً.
4- حريتك في أن تضع "لايك" لي على هذا المنشور حرية مقدسة.
5- حريتك في الاعتقاد كما تريد بأهمية هذا المنشور وإعادة تدويره حرية مقدسة.
6- حريتك في الاختيار بين كوني "أقول المخالف للسائد ولذلك واااو"، أو "أقول الموافق للسائد ولذلك واااو"، هي حرية مقدسة.
7- حريتك في ممارسة الحرية كما أوضحنا معناها، وفي الامتناع عن ممارسة ما هو ليس حرية، كما أوضحنا، حرية مقدسة، وأساسية، ولا جدال فيها، ويعد عدم ممارستها أمراً خطيراً يلقي بظلال من الشك حول حريتك أنت شخصياً، مما قد يعرضك للسجن لمدة لا تقل عن خمسين عاماً. وحمانا الله وإياكم من داء عدم الحرية الذي انتشر في البلاد مؤخراً. والله ولي التوفيق.
نص نائل الطّوخي و رسم مخلوف