عام 2003، أسست مجموعة من الناشطين الثقافيين والفنانين العرب "المورد الثقافي" كجمعية غير حكومية وغير ربحيّة "تقدم برامج متنوعة، غير متخصصة، ومرنة تلبِّي حاجات الفنانين والمثقفين المستقلين والمحترفين الذين يعملون من دون دعم رسمي وخارج الإطار التجاري السائد". يتّخذ "المورد الثّقافي" بلجيكا مقرّاً له ويعمل في المنطقة العربيّة. وقد بدأ نشاطه الفعلي في نيسان / أبريل 2004 بمهرجان "أوّل الربيع"، وكان ناشطاً جدّاً بين عامي 2004 ــ 2006 لكنّه تعرّض لمضايقات أمنيّة من الحكومة المصريّة تتوّجت بإغلاق مسرح الجنينة التّابع له لمدّة خمسة أشهر العام 2006 . وفي العام الماضي نقلت المؤسسة عملها من القاهرة إلى بيروت مع ازدياد التضييق من قبل السلطات المصرية على عمل الهيئات غير الحكوميّة ومؤسسات المجتمع المدني.
ومن أهمّ برامج المؤسسة "المنح الإنتاجية" الّذي يقدّم دعماً ماليّاً قدره ستة آلاف دولار لمشاريع شابة في مجالات الأدب والمسرح والموسيقى والفنون البصرية، وعشرة آلاف دولار في مجال السينما والفيديو، وقد استفاد من هذه المنح حتى الآن 177 شخصاً، عشرة منهم حصلوا عليها هذا العام. وهناك "مواعيد" الّذي يقدم دعماً جزئيّاً لنفقات سفر فنانين للمشاركة في تظاهرات ثقافية خارج بلدان إقامتهم، من أجل نشر أعمالهم الفنية وتبادل الخبرات مع فنانين آخرين. وقد استفادت من هذا البرنامج مثلاً المغنية المغربية أمّ الغيت بن الصحراوي الّتي ساهم "مواعيد" في مشاركتها مع فرقتها في مهرجان القاهرة الدولي للجاز العام 2013. وفي العام نفسه، دعم هذا البرنامج الإقامة الفنّيّة للرسّام والنحّات السوري محمد عمران الّذي انتقل من فرنسا إلى لبنان ليزاول عمله الفني لمدّة شهر في دار الإقامة الفنية بعاليه.
هناك أيضاً برنامج "إمكان" الّذي يشترط في المتقدّمين إليه أن تكون أعمارهم بين 22 و40 عاماً، وأن تكون لديهم خبرة في مجال الإدارة الثقافية. وهو يدرّب كلّ عام عشرين مشاركاً من دول عربيّة مختلفة ويُختار في البرنامج خمس مشاركين للسفر إلى ألمانيا لمتابعة برنامج تدريب يقيمه معهد غوته.
برنامج "العمل للأمل" مميز وهو انطلق العام 2013 بهدف "مساعدة ودعم المجتمعات المأزومة التي تعاني من الحرب أو التهجير أو الاضطرابات السياسية العنيفة أو الأحوال المعيشية الصعبة"، وقد مرّ حتى الآن على ثلاث مناطق: إسطبل القاهرة، وحي التنك في طرابلس / لبنان، وأخيراً قرية الدوير في أسيوط المصرية حيث ضمت قافلة الأمل هذا العام 12 متطوعاً من عدّة دول عربيّة ومن مهن وخلفيات اجتماعية متنوعة، شاركوا في ورش عمل في مجالات فنّية ومهنيّة، وقدّموا خدمات طبية واستشارات نفسية ودروسا لأبناء الدوير.
يقدّم الموقع الاكتروني للمؤسسة معلومات وافية عن برامجها وإصداراتها الّتي تضمّ كتيّبات إرشاديّة: "دليل تمويل الثقافة والفنون في المنطقة العربية"، "دليل المدرّبين على الإدارة الثّقافيّة".. كما يضم كتباً مترجمة: "إدارة الفن على نمط العمل الحرّ". كذلك تصدر عن برنامج السّياسات الثّقافيّة دراسات: "تطوير الهياكل الثّقافيّة في سوريا"، و "مدخل إلى السّياسات الثقافية في العالم العربي"...
ويمكن المساهمة في المؤسسة عبر التبرع أو التطوع للعمل في مجالات مختلفة.
..ميزة "المورد" أنه ما زال مستمرا بالاهتمام بتشجيع الثقافة والفنون، وهي نشاطات حيوية افراديا ومجتمعيا وليست أبدا تَرَفيّة حتى لو كانت أوضاعنا على هذا المقدار من البؤس. كما يساهم في التخفيف من وطأة العائق المالي الذي يحول دون تحقق بعض المشاريع والطموحات، وأخيرا فهو ما زال يمثل رابطا عربيا بينما تتقطع أوصال المنطقة. ولا شك أن هناك فارقا هائلا بين الحاجات الفعلية وبين ما يمكن لهكذا مبادرة، مهما كان حماس افرادها، ان توفره: هذا لا يعفي السلطات من المسؤولية في هذا الصدد، ولكنها غارقة في شؤون أخرى!
مراكز أبحاث
المورد الثقافي
عام 2003، أسست مجموعة من الناشطين الثقافيين والفنانين العرب "المورد الثقافي" كجمعية غير حكومية وغير ربحيّة "تقدم برامج متنوعة، غير متخصصة، ومرنة تلبِّي حاجات الفنانين والمثقفين المستقلين والمحترفين الذين يعملون من دون دعم رسمي وخارج الإطار التجاري السائد". يتّخذ "المورد الثّقافي" بلجيكا مقرّاً له ويعمل في المنطقة العربيّة. وقد بدأ نشاطه الفعلي في نيسان / أبريل
2015-06-25
شارك