في انتظار عودة الوعي

- نحن نريد انتخابات لمجلس الشعب. بالتأكيد نريد. ولكن ماذا نفعل؟ لا بد أن يتحلى الشعب المصري بالوعي أولاً ليتمكن من الاختيار.
- (..........)
- أهاهاها. فهمتيني خطأ تماماً. هل تعتقدين أننا نجلس في انتظار الوعي أن يأتي أو لا يأتي؟ أبداً. نحن نفعل كل ما في وسعنا.
- (..........)
- يعني نرسل رجالنا. نسأل، هل ازداد وعي الشعب المصري؟ يقولون أبداً. طيب، نسأل في اليوم الثاني، فيقولون أبداً. نحن نتابع الموضوع عن كثب صدقيني.
- (..........)
- لا طبعاً. هل تصدقين أن لي زملاء يتناولون حبوباً مهدئة. هم يصلون الليل بالنهار من أجل الاطمئنان على موضوع الوعي هذا. أجيبيني بصراحة، هل تأخُر الوعي هذا مسألة طبيعية؟
- (..........)
- لا تكرري هذا على مسامعي، ماذا يعني أن نجلس هكذا للأبد؟ هل تقصدين أن الشعب المصري سيظل جاهلاً؟
- (..........)
- لا يا ستي، لا تسأليني متى. أنا لا أعرف متى. ولكني أؤكد أنه بمجرد وصول الوعي اللازم سنبدأ في التجهيز للانتخابات.
........
- أنتِ تستفزينني. انتبهي لكلامك. أقول لك إن أحد زملائي يتناول حبوباً مهدئة لأنه قلق من تأخر الوعي فتقولين لي إن الوضع مريح لنا، ما المريح لنا؟ أقول لك سراً لم أكن أنوي قوله: هل تعرفين أننا يومياً نرسل أحداً من عندنا إلى مطار القاهرة ليسأل عن ميعاد وصول الوعي. هل تريدين أكثر؟
- (........)
- نعم إلى مطار القاهرة. نسأل في كل بوابات الدخول. كل يوم نسأل عن ميعاد وصوله.
- (.........)
- (بابتسامة ساخرة) والله العظيم أنا أعرف أن الوعي ليس إنساناً. من قال إنه إنسان؟ نحن نعرف كل شيء عن الوعي. بحثنا عنه في غوغل. نحن لدينا إنترنت أيضاً على فكرة.
-(...........)
- صحيح أن الوعي ليس إنساناً، ولكنه قد يكون على هيئة طرد بريد، لذا تخيلي حضرتك، قبل أن يصل الوعي إلى مكتب البريد نسأل عنه نحن في المطار لنعرف الخبر قبل أي أحد.
-(...........)
- وفور أن يصل للمطار، سيمر بالإجراءات الروتينية ونجري الانتخابات على الفور.
-(...........)
- إجراءات روتينية مثلما يحدث مع أي أحد في أي مطار في الدنيا، سنفتشه جيداً. تصوري حضرتك أن يكون فيه قنبلة. ألا ترين من يتربصون بمصر؟ ألا ترين العمليات الإرهابية؟ هل تعجبك حالة السياحة؟ أرجوكِ كوني عقلانية قليلاً. الوعي ليس أحسن من أي شخص يدخل المطار.

نص نائل الطوخي ورسم مخلوف