في المسافة بين حكم المحكمة وإجراءات إرسال الطلب من السلطة القضائية، سيهرب أو يُهرَّب عمر البشير بمساعدة السلطة التنفيذية في جنوب أفريقيا. فما حدث حتى الآن هو تحرّكٌ من قبل السلطات القضائية المستقلة تماماً عن السياسة والعلاقات الخارجية.
يوجد في جنوب أفريقيا كثير من القادة الفاسدين ماليّاً، وكثير منهم تلوّثت أيديهم بدماء عمال المناجم وأموالهم، ولا يُقدّرون حُرمة الدماء. أولئك سيساهمون في خروج البشير من جوهانسبرغ، إضافة إلى شيء آخر هو طموح جنوب أفريقيا كي تفوز بالمقعد الدائم المخصّص لأفريقيا، ممّا يجعلها غير مستعدّة لمخالفة قرارات الاتحاد الإفريقي حتى لا تفقد دعم الدول الإفريقية ودعم قادة إفريقيا، والذين لا يقل سجلّ معظمهم الإجرامي كثيراً عن البشير في التشريد والقتل.
أمام كل هذا الصخب والضجيج، إلى متى سيبقى مصير دولة ومستقبل أجيال متوقّفاً بسبب رئيس هارب؟ فقد السودان وسيفقد الكثير باستمرار الوضع بهذه الصورة، لو كنت في مكان البشير وأمتلك ذرّةً من الوطنية أو مراعاةً لحال البلاد لأعلنت استقالتي وقضاء بقية حياتي في مزرعة.
من صفحة عثمان ابراهيم على فايسبوك