تدمير الآثار والتاريخ اليمني بحرب نجحت حتى الآن في القضاء على الكثير من آثار وتاريخ هذا البلد لكن المؤكد أنها لن تنجح أبدا في بناء مستقبله. لكنْ، مش مهم التاريخ، ومش مهم المستقبل! المهم: الأهداف العسكرية الصغيرة والآنية المباشرة التي يتم استهداف المواقع الأثرية من أجلها.
قلعة القاهرة مثلاً، أحد أهم المعالم الأثرية في تعز، قصفها الطيران السعودي ثلاث مرات. وبعد كل مرة، كان مؤيدو العاصفة يواجهون أي استهجان قائلين: "مش مهم الحجر، المهم البشر"! لكنْ: لماذا قصف الطيران السعودي قلعة القاهرة، وما حجم الضرر الذي ألحقه القصف بها، وهل حقق هدفه العسكري الميداني في نهاية المطاف؟
قُصفت قلعة القاهرة بهدف القضاء على مضاد طيران نصبه هناك الحوثيون المستهترون بالمعالم الأثرية، مثلهم مثل الطيران السعودي، ولم تكن قذائفه تطال الطائرات بل بعض المواقع في المدينة وجبل صبر. قُصفتْ القلعة أيضاً بهدف إنهاء وجود الحوثيين والجيش الموالي لهم في الموقع العسكري الموجود في محيط القلعة. وقد دمر القصف الجزء القديم من القلعة المسمى "دار الأدب" والموجود من أيام الصليحيين، والذي كانت هيئة الآثار تعتزم تحويله الى متحف. باختصار: "الترميم الحديث والمشوّه هو الذي بقي"، بحسب تعبير مسؤول في مكتب الآثار بتعز.
من صفحة نبيل سبيع على فايسبوك