خرجت هديل تجري من المنزل بعدما سقطت عليهم ثلاث قذائف. كانت هديل في حالة صدمة شديدة، اختبأت في أحد المنازل المجاورة.
ذهبت زميلتي لرؤية الفتاة العشرينية هديل فوجدتها مرتعبة، وخافت بقوة ما إن رأت زميلتي. وصرخت في وجهها "لا تشلينيش مشتيش أشوفهم"، كانت تقصد أهلها الذين ماتوا في المنزل أمام عينيها.
اقتربت زميلتي أنيسة من الفتاة وهي تطمئنها: لا تخافي لا تخافي. لكنها خافت. كانت تهذي حيناً وتصرخ حيناً آخر وتقول "أمي ماتت قدّامي وعادها ما سامحتنيش، كنت أقول لها سامحيني وهي ما ردّت.
عاد أنا صيّحت فوقها لما قالت لي لاالعبش بالتلفون عشان البطارية". أخذنا هديل إلى المستشفى بصعوبة، كنّا وكأننا نتعامل مع طفل ضائع لا يستطيع التحدث بعد. وبقيت على حالها هذا. ولم تصحُ إلا حين رأت أخاها الصغير في المستشفى وهو يبكي ويصرخ وينتحب على أمه.
(جزء صغير من الصورة العامة في تعز)
من صفحة يحيى السواري على فايسبوك