إلى تدمر

استولى علينا القلق والحيرة والإرهاق، رحنا نقطع رحلة الوجع الطويلة، ننتقل من أسى إلى آخر إلى أن بلغنا الدهشة الأقرب إلى الذهول... كنا أقرب إلى حالة التشنج العارمة، الصدمة التي بقيت تحت ذاكرتنا المتجددة، ما أن تنام حتى تفيق على الصراخ والألم. نتدحرج مرة ونقع مرة ثانية.. صارت حياتنا ملك مجموعة من الحمقى، العسكر، يفعلون بنا ما يريدون وإيعازهم الدائم: ـ أمشِ يا عرص، أمشِ يا ديوث، أمك قحبة!
2015-06-03

شارك

استولى علينا القلق والحيرة والإرهاق، رحنا نقطع رحلة الوجع الطويلة، ننتقل من أسى إلى آخر إلى أن بلغنا الدهشة الأقرب إلى الذهول... كنا أقرب إلى حالة التشنج العارمة، الصدمة التي بقيت تحت ذاكرتنا المتجددة، ما أن تنام حتى تفيق على الصراخ والألم. نتدحرج مرة ونقع مرة ثانية.. صارت حياتنا ملك مجموعة من الحمقى، العسكر، يفعلون بنا ما يريدون وإيعازهم الدائم:
ـ أمشِ يا عرص، أمشِ يا ديوث، أمك قحبة! الضرب والركل والبصق والرفس مترافق مع المشي القاسي. العرق يتصبب من أجسادنا بغزارة في هذا الشتاء البارد. والنفير العسكري مستمر: أمشِ يا خائن، يا فاسق، يا خسيس.
من تحت الطماشة كنت أرى أحذيتهم الكبيرة، الجزء السفلي المدلى من الكرباج الذي يضربوننا به. قلت في نفسي: هذا الوطن غربة، إحساس خانق بالضياع. وكنت موقناً أن الدم سينفر من شراييني...

من صفحة Aram Karabet على فايسبوك