كيف أسكتت الأمهات أطفالهن عام 48

- ماما أين محمود صاحبي؟ - ذهب يا جلعاد. - أين ذهب يا ماما. - لا أعرف، ولكن هذا شيء جيد. - وأين حسن يا ماما؟ - اختفى هو أيضاً يا حبيبي، ومعه عمو أحمد وخالتو جميلة. - هل اختفوا معاً؟ - نعم، يبدو كذلك. - ومتى اختفوا يا ماما؟ - لا أعرف. ربما قرب الفجر، قبله أو بعده. - وهل البشر عادة ما يختفون؟ - هذا لا يحدث طول الوقت. فقط
2015-05-14

شارك

- ماما أين محمود صاحبي؟
- ذهب يا جلعاد.
- أين ذهب يا ماما.
- لا أعرف، ولكن هذا شيء جيد.
- وأين حسن يا ماما؟
- اختفى هو أيضاً يا حبيبي، ومعه عمو أحمد وخالتو جميلة.
- هل اختفوا معاً؟
- نعم، يبدو كذلك.
- ومتى اختفوا يا ماما؟
- لا أعرف. ربما قرب الفجر، قبله أو بعده.
- وهل البشر عادة ما يختفون؟
- هذا لا يحدث طول الوقت. فقط في اللحظات التاريخية يا حبيبي.
- وهل نحن في لحظة تاريخية يا ماما؟
- بالتأكيد. لقد أصبحت لنا دولة أخيراً.
- أصبحت لنا دولة وليس هناك محمود. يا ماما أفهميني، أنا لا أريد أن ألعب مع الدولة، أنا أريد أن ألعب مع محمود، خذي الدولة وأعيدي لي محمود.
- حبيبي، ألم يلفت نظرك شيء؟
- شيء! ما هو؟
- ألم يلفت نظرك أننا غيرنا البيت.
- صحيح يا ماما. هذا غريب جداً.
- ألم يلفت نظرك أن هذا بيت محمود؟
- صحيح يا ماما، كيف لم أنتبه.
- ألم يلفت نظرك أنك الآن في غرفة محمود نفسه؟
- أيوه أيوه صح.
- وكل هذه اللعب، هي لعب محمود.
- صح جداً، أذكر هذا القطار اللعبة، ومسدس المياه هذا.
- وكل هذه اللعب أصبحت لك الآن.
- وااااو! كلها؟
- كلها، فقط بدون محمود.
- هاهاها. أحسن، حتى ألعب بها وحدي.
- تخيل لو كان محمود لا يزال موجوداً؟
- لا لا لا، هكذا أحسن، كان سيمنعني من اللعب بها.
- إذن ماذا يفعل الأطفال المطيعون؟ يشكرون الله لأن محمود اختفى. صح؟
- الله؟ ما دخل الله؟
- الله هو الذي جاء وأخذ محمود وأعطاك اللعب.
- لا يا ماما لا، أنت لا تعرفين شيئاً، الله ليس له دخل في الموضوع. نحن فقط في لحظة تاريخية، والبشر عادة ما يختفون في اللحظات التاريخية.
- لحظة تاريخية؟
- طبعاً يا ماما. لقد أصبحت لدينا دولة أخيراً.

(تحضنه وتبوسه وتدعو الله أن يحرسه من الحسد)

نص نائل الطوخي ورسم مخلوف