وزارة الطاقة الإيجابية

أثناء ما كان يتواصل الإرهاب في سيناء وإغلاق محطة مترو السادات في القاهرة، اصطدم القطار بالجدار في محطة العباسية وتوقف عمله لأجل غير مسمى، كما أُلقي 500 طن من الفوسفات في قلب النيل وتسمم العشرات في الشرقية. وهنا قررت الحكومة إنشاء وزارة جديدة اسمها "وزارة الطاقة الإيجابية"، وكان دور موظفي الوزارة هو السير في شوارع المدن الكبرى، وترديد ثلاث جمل "أنا أثق في ذكاء الكبار، أنا عندي
2015-04-30

شارك

أثناء ما كان يتواصل الإرهاب في سيناء وإغلاق محطة مترو السادات في القاهرة، اصطدم القطار بالجدار في محطة العباسية وتوقف عمله لأجل غير مسمى، كما أُلقي 500 طن من الفوسفات في قلب النيل وتسمم العشرات في الشرقية. وهنا قررت الحكومة إنشاء وزارة جديدة اسمها "وزارة الطاقة الإيجابية"، وكان دور موظفي الوزارة هو السير في شوارع المدن الكبرى، وترديد ثلاث جمل "أنا أثق في ذكاء الكبار، أنا عندي أمل، أنا قلبي مليء بالطاقة الإيجابية"، مقابل مرتب خمسمئة جنيه في الشهر.
في البداية كان صوت الموظفين عالياً، يمشون ويزعقون "أناااااااا عندييييييي أمل"، ولكن الناس كانوا ينظرون إليهم بلا مبالاة، وبعد قليل بدأت أحبالهم الصوتية تتعب، وأصواتهم تنخفض بالتبعية، مع الحرص على أن تكون جميع المقاطع منطوقة، وإن لم تكن مسموعة، لأن هذا يترتب عليه وصول الخمسمئة جنيه في موعدها آخر الشهر.
الآن خفتت أصواتهم تماماً. أصبحوا يرددون الجمل الثلاث بصوت هامس، يمشون ولا ينظرون أمامهم كأنهم مسرنمون، لدرجة أن أحداً لم يفهم ما يقولونه بالضبط. بل البعض تجرأ عليهم أيضاً. ولكن الطاقة الإيجابية تستطيع دائماً حماية نفسها، فقد تداول المصريون قصة موظف الطاقة الإيجابية الذي سار في الشارع وهو يهمس لنفسه بالجمل الثلاث، وقام أحد الأطفال بالضحك عليه، فما كان من الموظف إلا أن أخرج مسدسه وقتله، وواصل المشي وهو يردد "أنا عندي أمل، أنا قلبي مليء بالطاقة الإيجابية". وفي رسالة تقدير لموظفيها، منحت الوزارة هذا الموظف سبعمئة وخمسين جنيهاً، بفارق مئتين وخمسين عن المرتب الأصلي، لأنه أثبت بالدليل القاطع كيف يمكن أن ينتصر الأمل على الإرهاب في وطننا الحبيب.
 

نصّ نائل الطوخي ورسم مخلوف