مهما زاد الفقر.. في مصر

داخل مصر مهما زاد الفقر ومهما بئست الحياة، الطبقة الوسطى والبرجوازية الكبيرة، بإعلامهم وبلطجتهم وجبروتهم، قادرون بقدرة قادر على رسم البلد على صورتهم: مشاكلهم هي مشاكلها ومعاناتهم هي معاناتها. والاستيلاء على حصريّة صفة المواطَنة لهم. حتى لمّا عملوا ثورة كان فيه حرص من يسارها زيّ يمينها أن تتوسم بوسمهم الاجتماعي .. فيه قدرة قاسية على الردم ع الباقيين، فقرا أو فلاحين أو أي آخر صعب استيعابه في
2015-04-16

شارك

داخل مصر مهما زاد الفقر ومهما بئست الحياة، الطبقة الوسطى والبرجوازية الكبيرة، بإعلامهم وبلطجتهم وجبروتهم، قادرون بقدرة قادر على رسم البلد على صورتهم: مشاكلهم هي مشاكلها ومعاناتهم هي معاناتها. والاستيلاء على حصريّة صفة المواطَنة لهم. حتى لمّا عملوا ثورة كان فيه حرص من يسارها زيّ يمينها أن تتوسم بوسمهم الاجتماعي .. فيه قدرة قاسية على الردم ع الباقيين، فقرا أو فلاحين أو أي آخر صعب استيعابه في الصورة بتاعتهم.
المصريين في الخارج بيكسروا الحكاية دي، لأنهم ببساطة في الخارج متقدرش تسيطر بالكامل على وجودهم الطفْشان، غير بس إن عند كلّ منحنى ومنعطف إقليمي كبير بنفتكر فجأة أن فيه مئات الآلاف بل ملايين المصريين بره، خصوصا في المحيط العربي، وأن الآلاف دُول مستعدين يخاطروا بحياتهم ويعيشوا وسط حروب ودمار لأن الحياة بره أكثر يُسرا وأكرم من حياتهم في مصر.
الناس اندهشت من طوابير المصريين اللي عايزين يسافروا ليبيا، في عز ما ليبيا كده، وبيندهشوا أكتر لما يعرفوا إن فيه لحدّ دلوقتي رحلات يومية لتهريب المصريين لليبيا، فيها من 500 لـ 1000 واحد، والرحلات دي نسبة الفْقد فيها عالية من مخاطر الطريق وقطاّع الطرق وعصابات السكك... الحكومة بعد جريمة دبح الناس في ليبيا كان أكثر تصريح واضح ليها هو تحذير الناس من السفر، وإعلانها في نفس الوقت أن الموضوع بره إيديها وكان أحطّ مشهد هو مشهد أحد مذيعي إعلام الغبرة وهو بيقول لأحد أهالي المخطوفين "قلنا محدش يسافر.. ذنبكم على جنبكم". غلابة سوهاج وبني سويف والفيوم اللي كأنهم والعدم سواء، بيزعجوا مزاج السادة لمجرد إنهم محسوبين على البلد براها، وأنهم للأسف جزءاً من "صورة مصر" بالرغم من أنهم "مقشفين ولاد كلب".
زمان أيام ما كانت العراق لسه موجودة كان ربما عايش هناك فوق المليون مصري، كتير منهم دخلوا بالبطاقات الشخصية الورق بتاعت زمان. المصريين دول قعدوا يرجعوا من بعد 1991 لحد ما بدا أن العراق مفيهاش مصريين... ما هو أصلاً كان صعب حدّ يعيش هناك بعد الغزو في العام 2003 كمان.. لحد ما ظهرت المفاجأة واتقال وقتها تقدير إن لسه فيه هناك فوق الـ70 ألف مصري... واللي لفت نظري ساعتها أن الجزيرة كانت عاملة تقرير مقابلات مع فلاحين عراقيين أثناء الغزو في قرى الجنوب، ودي كانت أول مرة ينكشف لينا فيها الشعب العراقي ولهجته عبر الإعلام، ولفت نظري أن الفلاحين العراقيين بيلبسوا زينا جلاليب. أنا مكنتش فاهم حاجة من المقابلات لأن اللهجة كانت لسه غريبة على أذن الواحد، لحدّ ما جه مواطن عراقي بيتكلم شوية عراقي وشوية صعيدي، ووراه اتنين تانيين بيتكلموا كده..
ودول هم المهاجرين المصريين الفلاحين اللى راحوا قعدوا مع اخواتهم الفلاحين هناك وعملوا الخلطة السحرية الجديدة دي. يا تُرى فيه قدّ إيه كده من المردوم عليهم. طبعاً الدولة المصرية متعرفش ومش حتعرف، ومش عايزة تعرف فيه قد إيه مصريين بره.. مصريين من دُول.. مش من بتوع الحبر الفسفوري.. وده بمناسبة إن برضه طلع فيه مصريين في اليمن.

من صفحة Mohamed Naeem على فايسبوك – مصر