نداء الروبوتات

 كان البرنامج الأصلي للروبوتات يقوم على عدة بيانات رئيسية، منها مثلاً "السعودية حلوة، بشار حلو، بوتين حلو، أميركا وِحْشة، قطر وتركيا وِحْشين، الثورة وِحْشة، داعش كابوس، المعركة في سيناء، الحمدلله على نعمة السيسي". وكانت الروبوتات تتدرب على حفظه وأحرزت نجاحات كبيرة في هذا الصدد بالنظر لقصر فترات تصنيعها. بالطبع كانت تحدث أخطاء طفيفة في نطق الكلمات، ولكن وقتها كان يقوم نوع آخر
2015-04-09

شارك

 كان البرنامج الأصلي للروبوتات يقوم على عدة بيانات رئيسية، منها مثلاً "السعودية حلوة، بشار حلو، بوتين حلو، أميركا وِحْشة، قطر وتركيا وِحْشين، الثورة وِحْشة، داعش كابوس، المعركة في سيناء، الحمدلله على نعمة السيسي". وكانت الروبوتات تتدرب على حفظه وأحرزت نجاحات كبيرة في هذا الصدد بالنظر لقصر فترات تصنيعها. بالطبع كانت تحدث أخطاء طفيفة في نطق الكلمات، ولكن وقتها كان يقوم نوع آخر أكثر تطوراً، اسمه الروبوت التصحيحي، وخلال ثلاث ثوان يضبط الإيقاع ليعود التناغم الصوتي معبراً في تلقائيته، جميلاً في إتقانه. كان هذا العصر الذهبي للروبوتات. وفيه اخترع النشيد الخاص بها "نحن الروبوتات الذكية، كل كلماتنا ذكية، لدينا شرائح ذكية، والحمد لله على نعمة السيسي".
ولكن إعداد الروبوتات لم يكن من النوع الممتاز، فقد اهتم صناع الروبوت الأصليون بالإتيان بمواد ومعدات رخيصة أثناء تصنيعها، مما أدى لزيادة الأعطال فيها، وتزايدت الطامة حينما تم إدخال حزمة بيانات جديدة مثل "الحوثيين وِحْشين، إيران وِحْشة، المد الشيعي قادم، المعركة في باب المندب"، بالتزامن مع إدخال فيديو "فيصل يحرج السيسي ويسب بوتين". فقد أُدخلت البيانات الجديدة على عجل، وبدون أن تجري مراجعة سائر البيانات في الذاكرة الرقمية لتتواءم مع المدخلات الجديدة، وبالتالي تعطلت بعض الروبوتات نهائياً، مما يؤدي لخطر كبير سبق وأن حذرنا منه، وهو الخطر المعروف علمياً باسم "الانفصال الكبير للروبوتات عن العقل الأم".
نقدم لسيادتكم هذه الشكوى للمرة الألف وخمسمئة، على أمل ألا تلقى مصير سابقاتها، راجين ألا تتعطل المنظومة الروبوتية كلها، لأننا كما تعلمنا، الروبوتية هي أقدس ما في الحياة، كما نكرر طلبنا منكم بصرف عدد إضافي من الروبوتات إلينا بدلاً عن تلك المتعطلة، وعدم الاقتصاد في ذلك بدعوى ترشيد النفقات.

كتب نائل الطوخي ورسم مخلوف