"من دون تضافر الجهود الفلسطينية والحصول على الدعم العربي والدولي للمطالبة بالحقوق الفلسطينية في القدس، فإن الحرائق الصغيرة الحالية في المدينة يمكن أن تتحول إلى حريق متأجج يُلحِق ضرراً دائماً بالتراث الفلسطيني والعربي في المدينة، وبوجود الفلسطينيين المقدسيين في مدينة آبائهم وأجدادهم". هذا ما خلصت إليه دراسة بعنوان "ستر الاستعمار بالحرب الدّينيّة" أعدّتها الباحثة الفلسطينيّة نور عرفة ونشرت مؤخّراً على الموقع الإلكتروني لشبكة السّياسات الفلسطينيّة ("الشّبكة") الّذي يقدّم لزوّاره مادّة بحثيّة تصبّ في الجهود الرّامية إلى "تثقيف وتشجيع النقاش العام حول حقوق الإنسان الفلسطيني وتقرير المصير في إطار القانون الدولي".
تضم القائمة الرّئيسيّة للموقع - بسيط الهيكلة غنيّ المحتوى- تبويباً تعريفيّاً عنوانه "حول الشّبكة" يمكن من خلاله الوصول إلى معلومات عن مستشاريها (باحثون وأكاديميون وفنانون، وكذلك مناضلون: سليم تماري ورشيد الخالدي وسلوى مقدادي، كمال بلاطة، علي ابو نعمة، عمر البرغوثي..) وأعضاؤها (معظمهم من الشباب). وللشبكة مجلس أمناء مؤلّف من خمسة أشخاص.
أمّا تبويب "موقف في قضيّة" فيضمّ دراسات حول المجتمع المدني، منها "المنظّمات الحكوميّة مقابل الحركات الشّعبيّة: تقسيمٌ زائف" و "المجتمع المدني الفلسطيني: أين العلّة؟". ونجد هنا قسماً خاصّاً بالمفاوضات بين منظّمة التحرير والإسرائيليين نقرأ فيه بحوثاً معمّقة كذلك الّذي أعدّته الأنثروبولوجيّة رندة فرح بعنوان "الطّرق المسدودة تحتاج بدايات جديدة: حق العودة أساس القضيّة وجوهرها" الّذي تقارب فيه مسألة حق العودة من منظار سلوكيّات منظمة التحرير منذ أوسلو. نجد هنا كذلك قسماً خاصّاً يُعنى بالقضايا الاقتصاديّة. وللاجئين حصّتهم في هذا التّبويب حيث يفرد لشؤونهم قسمٌ خاص يفتتح أحد مقالته "مقايضة فلسطين بالبحوث" بمقولة شاب من مخيم شاتيلا اللّبناني: "تحدَّث بلساني لغاية الآن 30 باحثًا وباحثة. أوصلوا صوتي إلى العالم بالإنكليزية والهولندية والفرنسية والسويدية والعربية والإسبانية. ولكنّني لم أسمع صدى لصوتي قَط، ولا أعتقد أني سأسمعه أبداً"، ليبحث المقال انطلاقا من هذه الصّرخة أساليب الباحثين المموّلين والهوّة الواسعة الّتي تفصلهم عن الواقع الّذي يعيشه اللاجئون.
وهناك باب مخصّص لتقديم نبذات عن الكتّاب الضّيوف وآخر يقدّم التّغطيات الإعلاميّة لفعاليات "الشّبكة" وبياناتها الصّحافيّة.
وتخصص صفحتان لموقع "الشّبكة" على فايسبوك وتويتر، لكنّ أيّاً من الموقع وصفحتيه على مواقع التواصل الاجتماعي لا يدلّنا إلى نشاطات "الشّبكة" الميدانيّة، كنّدوة في 25 شباط تحت عنوان "تعرية آليّات نظام الأبرتهايد الإسرائيلي" في إطار "أسبوع نظام الأبرتهايد الإسرائيلي" الّذي ينظّمه "أصدقاء فلسطين في جامعة لندن". وهذا الافتقاد لعرض النشاطات مستغرب من هيئة تمتلك تميزاً في قدراتها التحليلية والفكرية وتظهر في الوقت نفسه فعالية سياسية لا تخفي انحيازاتها النضالية.
يبقى القول إنّ الموقع متوفّرٌ باللّغتين، العربيّة والإنكليزيّة.