من أوّل السطر

نبدأ من أوّل السطر لنناقش البديهيات في مسألة زيارة فنانين عرب للداخل الفلسطيني (وذلك على ضوء زيارة الشاعر المصري هشام الجخّ إلى مدينة الناصرة بتأشيرة إسرائيلية طبعاً، لإقامة أمسية شعرية). مسألة رفض التطبيع، هي قبل أي شيء مسألة فطرية، لنترك نقاش المعايير جانباً. وبالفطرة، لا زالت والحمد لله الشعوب العربية والشعب الفلسطيني، بعيداً عن الأنظمة، ترى في إسرائيل عدوّاً، وأن التعامل مع سفاراتها
2015-02-18

شارك

نبدأ من أوّل السطر لنناقش البديهيات في مسألة زيارة فنانين عرب للداخل الفلسطيني (وذلك على ضوء زيارة الشاعر المصري هشام الجخّ إلى مدينة الناصرة بتأشيرة إسرائيلية طبعاً، لإقامة أمسية شعرية).
مسألة رفض التطبيع، هي قبل أي شيء مسألة فطرية، لنترك نقاش المعايير جانباً. وبالفطرة، لا زالت والحمد لله الشعوب العربية والشعب الفلسطيني، بعيداً عن الأنظمة، ترى في إسرائيل عدوّاً، وأن التعامل مع سفاراتها هو اعتراف بشرعيتها وكسرٌ للحاجز النفسي والسياسي معها.
وإذا كنتم مصرّين على الحديث عن المعايير، فنعم هناك معايير رسمية أي مكتوبة، أجمع عليها قطاع واسع من المجتمع المدني الفلسطيني، وحركات سياسية واتحادات ونقابات (فوق الـ 170 مؤسسة). هذه المعايير لا تنظر من منظار الفلسطيني ابن الناصرة الذي يرغب في حضور حفلة لفنان عربي في الناصرة، بل من منظار مصلحة الشعب كامل الفلسطيني.
تعداد الشعب الفلسطيني كاملاً هو 11 مليوناً ونصف المليون، نسبة فلسطينيي الداخل منه لا تتعدى الـ 13 في المئة، ولا يمكن لهذا الشق أن يخفض الحد الأدنى من معايير التطبيع بسبب الرغبة في "التواصل الثقافي". القسم الأكبر من شعبنا لاجئ، محروم من حقه في العودة إلى دياره (ولا حتى زيارتها)، أو يرزح تحت احتلال عسكري وسجن تتحكم إسرائيل بمن يدخل أو يخرج إليه..

من مدونة عبير قبطي