ميدان التعليم في مصر

"ناس كتير أوي مننا عارفين مشاكل التعليم. في ناس أخدوا خطوات للإصلاح وأسسوا مؤسسات أو بدأوا مبادرات لحلّ مشاكل أو تقديم حلول بديلة، لكن كتير من المبادرات والمؤسسات حجم أنشطتها صغير وبتشتغل على نطاق ضيق عشان مواردها بتكون محدودة...". هذه خلاصة فكرة مشروع "ميدان التعليم"، الذي يشكّل مساحة للحوار بين أفراد أو مجموعات أو مؤسسات وجمعيات وجهات حكومية ومدارس.. وغيرها من
2015-02-18

شارك

"ناس كتير أوي مننا عارفين مشاكل التعليم. في ناس أخدوا خطوات للإصلاح وأسسوا مؤسسات أو بدأوا مبادرات لحلّ مشاكل أو تقديم حلول بديلة، لكن كتير من المبادرات والمؤسسات حجم أنشطتها صغير وبتشتغل على نطاق ضيق عشان مواردها بتكون محدودة...".
هذه خلاصة فكرة مشروع "ميدان التعليم"، الذي يشكّل مساحة للحوار بين أفراد أو مجموعات أو مؤسسات وجمعيات وجهات حكومية ومدارس.. وغيرها من المهتمّين أو المعنيين بقطاع التعليم في مصر. وإضافةً إلى كونها مساحة حوار، فهي مفتوحة لتبادل الخبرات والمعرفة حول التعليم والتعلّم، وللتعرّف على المشاكل ومحاولة حلّها.
ولكن أين هو هذا "الميدان"؟ جواب القيّمين أنه مفرود على صفحات الإنترنت، لديه موقعه الالكتروني الخاصّ وصفحته الناشطة على فايسبوك. أمّا كيف يحضر الميدان لممارسة وظيفته، فعبر فعاليات ودعوات تناقش وتساعد على التشبيك بين المهتمين.
نذهب لمتابعة الموقع الالكتروني الذي يحمل في تبويبه "المؤسسات والمبادرات"، حيث يعرض عدداً من المؤسسات المعنيّة بقطاع التعليم، والتي تسجّل نفسها طالبةً متطوعين أو موظفين في مسائل محددة. ويؤمّن الموقع وسائل التواصل معها ومراسلتها والاطّلاع على نشاطها الرئيس. أمّا "المبادرات"، فتعرض مبادرات قائمة وجارية تصبّ في خانة التقدّم بقطاع التعليم في مصر. آخرها كان حول نشاط بعنوان "البداية من هنا"، الذي يهدف إلى منح تعليم مكمّل للأطفال المسجلين في المدارس الحكومية من سن 8 إلى عشر سنوات في المناطق الأكثر فقراً لتوفير فرصة تعليم أفضل لهم عن طريق مناهج متطورة... باقي التبويب يعرض "شركاؤنا، فعالياتنا، المدونة، اتصل بنا".
وبعيداً عن شركاء الميدان الذين يصل عددهم إلى الستة، وهم مؤسسات غير حكومية، هناك "الفعاليات الخاصة". وهذه تحيل إلى صفحة خاصة على فايسبوك تحمل كل ما تمّ تنظيمه. آخرها كان فعالية "مدارس شكل تاني"، التي حاولت التركيز على المدارس الموجودة في مصر والعاملة وفق المنهج المعمّم من الوزارة، ولكن مع مساحة حرة لتعليم الفن والحِرف كي يتمكّن الأطفال من اكتشاف مواهبهم. الباحث في جامعة هليوبوليس محمد ناجي، وهو مدير لواحدة من المدارس المصرية، عرض تجربته. حكى عن التزامه بمناهج الوزارة ولكن مع تقديمها بطريقة خاصة مُشجّعة، مثلاً "في تالتة ابتدائي الأطفال بيعملوا مشروع القمح ، بيزرعوا القمح بنفسهم، ويدرسوه يدوياً زي الفراعنة، ويعجنوا ويخبزوا ويقدموا العيش لطلبة الحضانة"..
يحمل باب "المدونة" بضع مقالات عن تجارب مختلفة في قطاع التعليم، تسرد آخرها علياء أحمد "يبدأ الطلاب في جماعة برواية شعر ثم يقوم المعلم بالعزف على البيانو ويغني الطلبة، ثم يوقف في صف أمام الفصل من يوافق يوم مولدهم يوم الخميس مثلاً (اليوم وليس التاريخ) ويبدأ كل منهم برواية شعر يعبّر عن شخصيته (تمّ حفظه من قبل)، إما أن يكون شعراً عاميّاً أو أن يكون مؤلفاً من قِبل المدرس للطالب، ويقومون بذلك كل أسبوع. ثم يقوم الفصل جماعة بالعزف على الناي". أمّا صفحتهم على فايسبوك فناشطة أكثر من موقعهم الالكتروني ربما لكونها أكثر تفاعلية وقدرةً على المشاركة.
.. وهذا نموذج عن مبادرات صادرة عن المجتمع لتحسين شروط الحياة.. هنا في التعليم، ولأن المجتمع لا يمكنه الحفاظ على نسيجه متماسكاً ولا بلورة طموحاته في التقدم والانجاز من دون مبادرات ذاتية تعبر عن الشعور بالمسؤولية عن المصير المشترك.

http://educationsquare.weebly.com/