أدخلوهم في قفص حديدي وأطلقوا عليهم غازاً وضربوا عليهم ناراً. وعندما ماتوا اتهموا الموتى. قالوا إن الموتى لم يحملوا تذاكر للمباراة، فرفع عائلات الموتى صور تذاكرهم، وقالوا إنهم اشتروا التذاكر. ولكن التذاكر لم تحم أحداً من الموت. التذاكر ملوثة بالدم وملقاة بجانب الجثث.
كان صعباً عليهم إنكار الدم الذي سال على أيدي داخليتهم، لم يكن هناك زهدي الشامي ليتهموه بأنه قتل المشجعين مثلما اتهموه بقتل زميلته في الحزب، شيماء. لم يكن هناك إلا مشجعون محبوسون في قفص وشرطيون وطلقات خرطوش وغاز مسيل للدموع. فاتهموا الموتى.
الموتى يقتلون بعضهم. لا يجوز القول إن الداخلية مذنبة. هذا خطأ لغوي. هذا ضد الدولة. ضد الاستقرار. ضد الإسلام. ضد القيم الجميلة. الموتى يقتلون بعضهم. هذا كلام صحيح وسليم ووطني. اسمع التعليمات واتهم الضحايا بأنهم القتلة. افقد عقلك. لا تقل شيئاً معقولاً. الأشياء المعقولة خطر على الدولة. نحن نمر بظروف عصيبة. واجبك الوطني في هذه المرحلة أن تفقد عقلك. ما رأيك في اتهام فيروس الأنفلونزا بقتل المشجعين؟ الناس سيتهمونك بالجنون؟ لا يهم. تضحية بسيطة من أجل مصر. تماهى معنا. هناك رابط مقدس بين الدولة والشعب. والدولة الآن هي حفنة من المجانين. عليك بأن تجن مثلهم.. أم أنك ضد الدولة؟
كتب نائل الطوخي ورسم مخلوف