من القاتل؟

شابة اسمها شيماء قتلت في مظاهرة انطلقت من حزب التحالف الشعبي في 24 كانون الثاني الماضي. المظاهرة التي أقيمت في النهار وضمت حوالي ثلاثين فرداً، ووجهت من الداخلية بعنف. سقطت شيماء برصاصة وحملها أحد زملائها لربع ساعة قبل أن تسلم الروح. ولكن المظاهرة تضمنت أيضاً عجوزاً مصاباً بمرض في القلب يدعى زهدي الشامي، وهو نائب رئيس حزب التحالف، وكان لسوء حظه يسير بجانب شيماء التي يحملها زميلها ويضع يده في
2015-02-05

شارك

شابة اسمها شيماء قتلت في مظاهرة انطلقت من حزب التحالف الشعبي في 24 كانون الثاني الماضي. المظاهرة التي أقيمت في النهار وضمت حوالي ثلاثين فرداً، ووجهت من الداخلية بعنف. سقطت شيماء برصاصة وحملها أحد زملائها لربع ساعة قبل أن تسلم الروح. ولكن المظاهرة تضمنت أيضاً عجوزاً مصاباً بمرض في القلب يدعى زهدي الشامي، وهو نائب رئيس حزب التحالف، وكان لسوء حظه يسير بجانب شيماء التي يحملها زميلها ويضع يده في جيبه. 
وكانت هناك مجموعة من البشر، شاهدت فيديو المظاهرة ورأت الضابط المسلح الذي كان يقف أمام شيماء ورأت الرجل العجوز الذي كان يمشي بجانبها ويضع يده في جيبه، وقالوا بالتأكيد هناك مسدساً في جيب الرجل العجوز، وإنه يستعد لإطلاق النار على البنت، لا لشيء إلا لتوريط الداخلية. وهكذا يكون صاحبنا العجوز قد قتل زميلته في الحزب بدافع المعارضة السياسية، ولكن الشرطة بالتأكيد لم تقتلها، لأن الشرطة لا مصلحة لها في استعداء الناس قبل "25 يناير" بيوم. مجموعة من الناس رأت أن احتمال قتل الزميل لزميلته أكثر منطقية من احتمال قتل الشرطة لمتظاهِرة. 
وبناء عليه قامت النيابة بحبس الدكتور زهدي الشامي والتحقيق معه حول واقعة مقتل شيماء، ولكن ـ الحمد لله ـ التحريات أثبتت براءته بدليل أن الجاكيت الذي كان يلبسه لم تكن به ثقوب ليخرج منها الرصاص. 
وفي المقابل التزمت مجموعة أخرى من البشر الحياد لأن الجريمة شديدة الغموض، وهم ما زالوا إلى اليوم يحاولون الوصول إلى حل لغز مقتل شيماء. وندعو الله أن يوفقهم في مسعاهم، لأن الموضوع صعب والكلمة أمانة ومصر تمر بظروف صعبة. 

 

كتب نائل الطّوخي ورسم مخلوف