عرضت قناة "ناشيونال جيوغرافيك - أبوظبي" برنامجها "الثمانينات" والذي يُسجّل وثائقياً أهم أحداث عقد الثمانينات على جميع المستويات والاتجاهات. والحقيقة أني تابعت هذه السلسلة أكثر من مرّة، فهي تُحيلك من حيث لا تدري إلى مقارنة ما كان يجري ويحدث عالمياً وواقع ما كنت تعيشه وتحديداً في موقعك الجغرافي، من موقعي ليبيا...
وهذا ما حدث معي. لقد تكشّف لي بوضوح وجلاء مقدار الجفاف الثقافي الذي عشناه خلال فترة الثمانينات في ليبيا، كوطن، ومقدار العزلة التي كنا نعيشها كمجتمع، عما يدور من حولنا. ورغم حداثة سني خلال هذه الفترة، إلا أني كنت ألاحظ الفرق وأحسّه، عندما أكون خارج الوطن، في مصر مثلاً... ما زلت أذكر كيف كان الشباب الأكبر سناً يتبادلون شرائط الكاسيت الأجنبية بطريقة سرية، وكيف كانوا يسمعونها في مجموعات وكيفية ظهور رقص البريك دانس.. كان العالم من حولنا يتغير ويتطور ويتحول، ونحن نراوح في مكاننا محاطين بدفاعات قوية ضد هجمات الإمبريالية والرأسمالية. كانت الأسواق جمعاء مركز استقطاب، بعد أن اختفت الدكاكين والـ"كوكوبرنج"، نوع البسكويت المفضل لديّ. وكانت الشكلاطة والمستكة والحلوى هي هدايا من يعود من رحلة تأخذه لأحد البلاد العربية أو الأجنبية.
في الثمانينات.. كنا في الجانب المظلم من العالم.
من مدونة "مالاخير" الليبية (الثلاثاء 3 شباط/فبراير 2015)
http://mellakheer.ramez-enwesri.com/