شهادة في مقتل شيماء الصباغ

"المحامية عزة سليمان (48 عاماً)" - بالأمس كنت بتغدى في مطعم ريش مع عائلتي وأصدقائي حوالي الساعة 3 ونصف، سمعت أصوات مسيرة٬ خرجت للمشاهدة وجدت الاستاذ حلمي شعراوي، طلعت فهمي، الهام المرغني وآخرين من التحالف الشعبي. سلمت على بعضهم وضحكنا وكان عددهم حوالي 25 لـ 30 شخصا، ومعهم ورود. انتقلوا الي الرصيف المواجه لي عند ميدان طلعت حرب. رحت أخد صور. - الشرطة بدأت
2015-01-29

شارك

"المحامية عزة سليمان (48 عاماً)"

- بالأمس كنت بتغدى في مطعم ريش مع عائلتي وأصدقائي حوالي الساعة 3 ونصف، سمعت أصوات مسيرة٬ خرجت للمشاهدة وجدت الاستاذ حلمي شعراوي، طلعت فهمي، الهام المرغني وآخرين من التحالف الشعبي. سلمت على بعضهم وضحكنا وكان عددهم حوالي 25 لـ 30 شخصا، ومعهم ورود. انتقلوا الي الرصيف المواجه لي عند ميدان طلعت حرب. رحت أخد صور.
- الشرطة بدأت "السارينة" والاقتراب منهم، وكان بعضهم ملثم ومعهم بنادق سودا طويلة. جالي نديم ابني وقالي "لو سمحتي تعالي معي هما هايضربوا، أنا شفت الموقف ده كثير قبل كده". قلت له: "أكيد لا، لو على الغاز انا متعودة.٬ لم اكمل الجملة حتى بدأ ضرب الأعيرة النارية والغاز. كل الناس جريت وورانا الشرطة على الرصيف التاني أمام ريش. شفت حد وقع مش عارفة شاب أم شابة، لغاية لما انتقلت للممر المجاور لريش عرفت انها بنت، وشفت دم بسيط. لم ار وجهها، واللي معاها بيزعق "اسعااااف"، وضابط من الملثمين ومعاه سلاحه بيقرب منهم.
- طلعت كان في اتجاهنا الا ان ضابط خده من يده الى ميدان طلعت حرب. أصحاب البنت خدوها للإسعاف. لم اعرف تفاصيل. طبعا الشرطة كانت زي الجراد بشارع طلعت حرب وراء الناس، وشفتهم وهما بيقبضوا على اثنين من الشباب لم اعرفهم. 
- بدأت اكتب اللي حصل. اتصل بي عدد من الأصدقاء للاطمئنان وطلبت منهم يقولولي أخبار البنت اللي اتصابت ايه لو يعرفوها .في طريقي للبيت اتصلت بإحدى صديقاتي لتطمئنني على طلعت فهمي. عاودت الاتصال بي وبلغتني ان البنت ماتت، وطلعت مقبوض عليه بقسم قصر النيل مع آخرين.
- نزلت تاني من البيت وانا مش مصدقة ان البنت ماتت. ماتت خلال دقائق. روحت مشرحة زينهم وكان مشهد رهيب. اغلب أصدقاءها وصديقاتها باعرفهم، شباب وشابات مناضلات، ارتفع الصراخ والعويل منهم، وعرفت أن الشهيدة لها ابن عمره 4 او 5 سنوات. 
- سألني احمد راغب المحامي عن رغبتي بالإدلاء بشهادتي، قلت له إني موجودة عشان كده. ذهبنا جميعا مع محامين ومحاميات وشهود من حزب التحالف الشعبي الى نيابة عابدين. 
- بعد حوالي ساعة قابلنا رئيس النيابة واخد مننا بطاقات الشهود وكارنيه المحاماة الخاص بي للشهادة. حدثت مشادات بينه وبين بعض المحامين حوالين المقبوض عليهم بقسم عابدين. 
- المهم أكثر من 5 ساعات بالنيابة. دخلت للشهادة٬ دخل معي الاستاذ احمد راغب والاستاذة سيدة وبدأت اسئلة النيابة. حكيت اللي حصل: 
- أولا وجودي كان بالصدفة حيث كنت أتناول الغداء بمطعم ريش 
- ثانيا المسيرة كانت سلمية وعددهم لا يتجاوز 30 شخص، معهم ورد ويافطات. 
- ثالثا الشرطة كانت بعدد كبير جدا لا يتناسب مع عدد المسيرة. 
- رابعا الشرطة كان فيهم ملثمين شكلهم مرعب مما ينم انها تنوي الغدر بالمسيرة. 
- خامسا الشرطة أطلقت الأعيرة النارية (الخرطوش) والغاز خلال دقائق من بداية الهتاف "عيش حرية عدالة اجتماعية"، سلمية خالص. 
- سادسا الهجوم على المسيرة وتتبعهم والجري وملاحقتهم كالجراد في شارع طلعت حرب. 
- سابعا مقتل احد أفراد المسيرة واسمها شيماء الصباغ، وان الشرطة هي اللي قتلت شيماء، اشهد على ذلك يمين أحاسب عليه.
- بعد هذا التحقيق، فوجئنا ان النيابة تحولني الى متهمة، ويتم التحقيق معي، ويبدأ وكيل النيابة بأنه تم القبض على عزة سليمان في سراي النيابة، وبدأ في سرد سني وشكلي ولبسي وطولي الخ.. طبعا، اعترضنا وقلنا انه ليس قانوني واني شاهدة متطوعة الخ.. ولكن وكيل النيابة قال كلام فعلا لا قانوني ولا منطقي ولا أي شيء. المهم بدأت الأسئلة والاتهام وسرد ما جاء في محضر الشرطة ضد المسيرة بأنها غير مصرح بها، مع استخدام أحجار وضرب الشرطة واستخدام شماريخ نارية، ومقاومة الشرطة. وان الشرطة استخدمت مياه لتفريقهم إلا أنهم قاوموا.
ما هي اقوالكِ؟
- قلت له ان التقرير كله كدب وتلفيق، وأعدّت عليه ما تمّ من انتهاكات واعتداءات الشرطة على المسيرة اللي نتيجتها قتلت شيماء الصباغ. 
طلب احمد راغب خروج "المتهمة" (اللي هي انا). الإفراج عني بأي ضمان، رفضت بشدة وأصريت على خروجي بضمان محل اقامتي. تدخل وكيل النيابة وبلغني أن خروجي سوف يتم بالضمان الشخصي.
- معني الكلام ده إيه: 
1 ـ ان النظام مقرر يخوف ويخرس كل الأصوات حتى لو فكرت تقول الحق عبر شهادة، 
2 ـ يتم لوي كل القوانين والاجهزة لترسيخ سلطة النظام، 
3 ـ إنهاك أي فرد أو قوى تحاول أن تعبر عن أي استياء من النظام أو تساعد أو تدعم آخرين يتعرضوا للظلم، 
4 ـ من المفارقات المحزنة بين الساعة 12 ونصف والواحدة بعد نصف الليل، تمت مشادة بيني وبين رئيس النيابة على التأخير، وأنه لا بد من تحديد موعد بداية سماع الشهادة فحضرته، قال لي "والله لو عايزة تمشي امشي". ده معناه ببساطة إني حرة في وجودي بالنيابة أو حرة في الإدلاء بشهادتي . ثم أتحول بقدرة قادر الى متهمة وهما اللي يقرروا يفرجوا عني. - الآن مش عارفة انا وضعي القانوني إيه بالقضية اللي متهمة فيها الداخلية بقتل شيماء الصباغ. 
شاهدة بالصدفة تتحول الى متهمة لا يحدث غير في دول بوليسية استبدادية زي مصر.

شهادة أدلت بها أمام النيابة العامة
من صفحة Azza Soliman على فايسبوك  24 كانون الثاني/يناير