حيث تحوم أساطير الشعوذة

مجرّد حملك لكاميرا بالقرب من ضريح سيدي علي بن حمدوش، سيجعل أنظار الجميع تترّكز عليك، فأنت لست طالباً لبركة ستجعلك تقضي غرضاً ما، بل ما تلتقطه عدستك ستنشره في مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك لم يكتفِ من ينتفعون من الشعوذة المحيطة بهذا المكان بمنع التصوير شفهياً، بل وضعوا لافتة كبيرة تؤكد هذا المنع الذي لا ينفع معه ترخيص ولا طلب. كل هذه السرّية تجد جواباً لها في شجرة تحيط بها شموع وأحجار
2015-01-21

شارك

مجرّد حملك لكاميرا بالقرب من ضريح سيدي علي بن حمدوش، سيجعل أنظار الجميع تترّكز عليك، فأنت لست طالباً لبركة ستجعلك تقضي غرضاً ما، بل ما تلتقطه عدستك ستنشره في مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك لم يكتفِ من ينتفعون من الشعوذة المحيطة بهذا المكان بمنع التصوير شفهياً، بل وضعوا لافتة كبيرة تؤكد هذا المنع الذي لا ينفع معه ترخيص ولا طلب.
كل هذه السرّية تجد جواباً لها في شجرة تحيط بها شموع وأحجار سوداء ودماء أضاحي والكثير من المشعوذين، هي لـ "للة عيشة" مولاة المرجة، أو عيشة الحمدوشية، نسبة إلى الضريح الذي تتواجد به. غير أن "للة عيشة" لا ضريح لها ولا قبر، روحها تطوف بالمكان حسب ما يسود من اعتقادات، وبركتها قادرة على تحقيق أماني كل من يقصدها..
مباشرة بعد وصولها، قامت سيدة في الثلاثينيات أو الأربعينيات بالتوجه عند عطاّر لشراء طبق يحتوي على شموع وبخور وزهر وحليب، وبعد ذلك توجهت إلى ضريح سيدي أحمد الدغوغي البعيد قليلاً عن المكان، لتعود إلى المرحلة الأهم، وهي زيارة شجرة لـ "للة عيشة"، أو الحفرة كما يطلق عليها هنا، حيث اختارت دجاجة سوداء، ذبحها أحد "الشرفاء" المتواجدين هناك، وبعدها تركت "مجمراً" يتوسط رجليها، مستمتعة بالبخور الذي يصّعد إلى أركان جسدها..

من مدونة "اسماعيل عزّام" المغربية